يبحث عبدالحكيم الجبزي رفيق عدنان وأحد القادة الأوائل عن إنصاف للعام الخامس على التوالي. يقاتل وحيداً في قضيته, وهو الذي ذاد عنا جميعاً في تعز.
ذُبح نجله بصورة بشعة شاهدها الجميع، بعد اختطافه. وعدوه بعدم تصفية نجله أثناء غزوة الحجرية، وصفوه لاحقاً، ومثلو بجثته، ثم رمو به في إحدى عبارات المياه.
كانت من بين الجرائم الأغرب في تعز، حيث تصل البشاعة إلى هذا الحد.
لم يلتفت أحد إلى قضيته، لا رئاسة، ولا حكومة، ولا قوى سياسية، ولا تعز.
وإلى اليوم. الكل صامت، ومحايد، وربما يستغربون تكراره. لا أحد يعرف حجم المرارة التي يتجرعها، وهو يتذكر أن نجله دفع ثمن موقف والده، وهو موقف الإنتماء إلى هذه البلاد العظيمة.
تنكرت تعز لكل من ذاد عنها: رضوان العديني, عدنان الحمادي، توفيق الوقار، وقادة كُثر. وهناك من دفعت أسرته الثمن، الجبزي واحد من هؤلاء، ووليد الذبحاني فقد هو الأخر نجله عند حاجز أمني بالقرب من مدينة التربة، وهناك من هُجر من مدينة قاد أشرس المعارك للدفاع عنها.
تعامل الإخوان بوضاعة عبدالملك مع من يبحثون عن بلادهم. كل الوسائل كانت مشروعة للتعامل مع هؤلاء، بالنسبة لهم.
صور الإخوان، الشدادي فؤاد محمدغالب أكبر ناهب في البلاد، قالو: مخازن الأسلحة بمنزله، والأطقم, والمبالغ، والمجاميع، واقتحموه وعبثوا به، ويتذكر التعزيون بساطته.
نشر الإخوان صور منزله كبطوله، لكنه تحول إلى لعنة عليهم. شاهد الجميع بساطة منزل القيادي الذي صوروه الإخوان أكبر ناهب: داخل دولاب حديد كان الإخوان يبحثون عن إدانة الشدادي، ففتشوه بحثاً عن مخازن الأسلحة.
كانوا يسوقون هذه الحملات ضد واحد من أصدق المقاتلين. قاد معاركه من الضباب حيث البوابة الغربية للمدينة إلى المسراخ وصولاً الكدحة، واستشهد نجله هناك.
والأمر نفسه مارسوه مع توفيق الوقار، حتى والده المسن اختطفوه بعد اقتحام منزله.
عانى رفاق عدنان. عانوا بمفردهم، وواجهوا وحدهم، ودفعوا الثمن وحدهم وإلى الآن.
حايدت تعز في كل معركة ضد هؤلاء الأبطال. لم تنصف أحد، أو تقف إلى جواره.
وهذا واقعنا المُر الذي لا سبيل للهروب منه.