في عام 2018، ومع انتقال قيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام من صنعاء إلى مناطق الحجرية في تعز، عقب انتكاسة الحزب في معركته مع الحوثيين، شنّت جماعة الإخوان حملة صاخبة ضد تلك القيادات، رغم أن بعضها ينتمي جغرافيًا إلى تعز نفسها.
المبرر الذي ساقته الجماعة حينها كان مثيرًا للدهشة: الخشية من "تغيير ديمغرافي" في الحجرية!
واليوم، تعود نغمة الإقصاء ذاتها، لكن بصوت "توكل كرمان"، التي تعلن رفضها لأي وجود يمني في ميناء المخا، بدعوى أن المخا مدينة "تعزية"، وكأنها ملكية خاصة للإخوان والحوثيين معًا. فالإشكال ليس في الجغرافيا ولا في الانتماء الوطني، بل في الهيمنة السياسية التي يتقاطع فيها الإخوان والحوثيون عند الضرورة.
لست هنا بصدد الدفاع عن طارق صالح، لكن من المشروع التساؤل: كيف لجماعة الإخوان أن تمارس الانفصال الجهوي والطائفي حين يخدم مصالحها، ثم ترفع شعارات الوحدة حين تتعارض مصالح الآخرين معها؟
ولو افترضنا أن اليمن استقرت، وأن الحوثيين انهزموا، فستفتح هذه الجماعة حروبًا جديدة مع كل طرف سياسي يرفض هيمنتها، لأنها لا ترى الحكم إلا عبر القوة والإقصاء.
من صفحة الكاتب على إكس