تعيش عدن منذ أمس حالة الظلام الدامس وسط صمت وعجز حكومي. الإدارة العامة لمؤسسة الكهرباء سبق أن أوضحت في بيانات لها أن السبب الرئيسي هو توقف ضخ خام صافر والعقلة. علاوة على التقطعات القبلية المسلحة في أبين للقاطرات المتواضعة القادمة من حضرموت. التي تتزامن بشكل مريب مع أي أزمة وقود شاملة من وقت لآخر!
أزمة الوقود الخام والديزل والمازوت تسببت بخروج محطة الرئيس ومحطة المنصورة. وهاتان المحطتان الرئيسيتان عند توقفهما تخرج المحطة الشمسية عن الخدمة تلقائيا وتصبح بدون فائدة لأنها تحتاج لمركز أحمال رئيسي يعمل بالوقود.
وهنا تطرح هذه الأسئلة نفسها:
* لماذا توقف ضخ خام صافر والعقلة؟ ولماذا يمعن حلف قبائل حضرموت في زيادة معاناة ليس فقط سكان حضرموت ولكن أيضاً سكان العاصمة عدن؟
* لماذا تقف الحكومة اليمنية متفرجة حتى اللحظة الأخيرة وساعة الصفر قبل أن تبدأ بضخ البيانات والخطابات ثم تلجأ لحلول إسعافية خجولة مثل كل مرة؟
* كم من الوقت سوف يتطلب الأمر حتى تستطيع الحكومة اليمنية الاستفادة من المنحة الأخيرة من المملكة العربية السعودية التي تتضمن دعم وقود الكهرباء؟ وما هي الإصلاحات التي اشترطها الأشقاء في السعودية قبل السماح للحكومة باستخدام هذه المنحة في تغطية ما يمكن تغطيته من عجز الميزانية. علما أن الراتب الأخير الذي صرفته الحكومة للموظفين بعد انقطاع أشهر تم اقتراضه من بنوك ومصادر داخلية.
* وأهم سؤال اليوم، لماذا أصيب الشارع العام بالتبلد؟ ولم يعد يبدي أي ردة فعل أو مقاومة تجاه هذه الأزمات؟ لا على شكل احتجاجات ولا على شكل رأي عام واسع النطاق حتى على مستوى التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل للتعبير عن الغضب؟
* هل لدى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة خطة حقيقية لمواجهة هذه الأزمات الداخلية؟ ولماذا لم تحل أزمة الحسابات الحكومية لدى البنوك التجارية من أجل الاستفادة القصوى من كل إيرادات الدولة في ظل غياب المورد الرئيسي وهو صادرات النفط؟
* هل هذه الأزمات الاقتصادية والخدمية الممتدة هي جزء من لعبة إدارة الأزمة والصراع من قبل الأطراف الإقليمية والدولية؟ من أجل ضمان حاجة القوى المحلية إلى مواصلة البحث عن اتفاق سياسي اقتصادي يشمل الحوثيين؟ مع استمرار تقييد هذه القوى من استئناف العمليات العسكرية ضد الجماعة؟
#يعقوب_السفياني