إلى زملائنا في الساحة الإعلامية، من صحفيين وناشطين وكتاب رأي..
نوجّه إليكم اليوم كلمة عتبٍ أخوي محب، نابعة من الحرص لا من الخصومة، ومن الألم على واقعنا لا من التشفّي أو الاتهام.
لقد أصبح من المؤسف أن نرى حجم الفجور في الخصومة بين أبناء القضية الواحدة، والتعصب الشديد الذي يظهر في كتابات البعض تجاه شركائهم في الوطن والميدان. أصبحنا نقرأ ونسمع ألفاظاً قاسية، لا تمتّ للديمقراطية، ولا للأخلاق السياسية، ولا لأعرافنا اليمنية الأصيلة بصلة.
إننا في بلد يخوض حرباً وجودية مع مشروع طائفي عنصري، ولا نملك ترف تمزيق الصف الوطني بخلافات جانبية لا تسمن ولا تغني من جوع، بل تمنح الأعداء فرصاً ذهبية للتسلل والتشويش وبثّ الفُرقة عبر خلاياهم الإعلامية وجوقاتهم المأجورة.
الخلاف في الرأي مشروع، بل صحي ومطلوب في نظامنا الجمهوري، الشوروي، الديمقراطي. ولكن إدارة الخلاف تتطلب وعياً، وقيماً، وأخلاقاً، واحتراماً للرأي الآخر. أما الانزلاق إلى خطاب التخوين، والسباب، والتشويه، فليس من أدوات الحرية، بل من أدوات المليشيا.
يا قادة الكلمة..
أنتم من يصنع الرأي العام، وأنتم من يملك أدوات التوجيه والتأثير، فليكن خطابنا رصيناً، واعياً، مسؤولاً، يعزز الصف، ويصون المعركة الوطنية من التشظي، ويحفظ لنا مساحة الاختلاف دون أن تتحول إلى صراع.
فلنربأ بأنفسنا عن لغة الشحن، ولنوحّد كلمتنا قدر الإمكان، ولنجعل أخلاقنا اليمنية مرجعية لخطابنا، لا أنماط الخصومة المليشياوية.
بكم تنهض الكلمة، وبكم تُصان الوحدة الوطنية.