يبدو لي أن معاليه يسير على طريقة الإعلامي البحريني محمد العرب، حيث بات من المؤكد أنه أصبح يقاسمه الرئة ذاتها، وينافسه في الجرعة الزائدة من الأمل المتخثر.
محمد العرب، ذات يوم، بشّر اليمنيين بمطار دولي في مأرب، وتحدث بثقة مفرطة وكأنه المقاول المكلّف، قائلاً إن "اختبارات التربة انتهت، والخطة والتصاميم وُضعت، والمشروع بدأ". مرّت السنوات، ولم تُقلع من هذا المطار سوى أوهامه، فيما بقيت مأرب إمارة يتحكم بها متطرفون يحاسبون "النساء" على تناول الآيسكريم.
وفي الطرف المقابل، يطلّ "معاليه" صباح مساء بتصريحات متكررة، يشكو فيها من "الدولة العميقة" التي، بحسب وصفه، تعرقل كل شيء في عدن. لكنه لا يملك الشجاعة لتسمية رموز تلك الدولة الغامضة، التي يبدو أنها تُرعبه وحده، في وقتٍ لم يعد الجنوب فيه جبانًا أو مهزومًا، بل يعيش نشوة انتصار مظفرة وحاسمة.
معاليه يقرّ بالعجز عن إدخال الغاز إلى المدينة، لأن قدرات "الدولة العميقة"، أقوى من قدراتهم، ثم لا يخجل من التبشير بولادة "حكومة جنوبية"، وكأنها قاب قوسين أو بيان، من "جمهورية معاليه الفتية".
الفرق الوحيد أن مأرب لم تُنجب مطارًا، وعدن لم تُنجب حكومة جنوبية، بل مجرد إدارة وُلدت من رحم "الدولة العميقة". غير أن هذا معاليه ومن هم على خطاه باتوا جزءًا من "دولة عقيمة" يديرها مسؤولون يعانون من العجز حتى في أفكارهم، لا يملكون مشروعًا، ولا يملكون الجرأة على مواجهة الحقيقة.
وفي نهاية المطاف، لا مطار، ولا حكومة جنوبية... فقط تصريحات تثير سخرية الجميع، حتى أصبح "معاليه" مجرد اسم ضمن قائمة "المهرجين" على مواقع التواصل الاجتماعي، تتداول الناس مقاطعهم وتسخر منهم، أكثر مما تسخر من مضمون محتواهم الهزلي.
#صالح_أبوعوذل