آخر تحديث :الأحد-15 يونيو 2025-10:02ص

العربان وظن الأمان الزائف.. والحرب على أبواب الشرق الأوسط

الأحد - 15 يونيو 2025 - الساعة 12:52 ص

بسام الطميري
بقلم: بسام الطميري
- ارشيف الكاتب


في لحظة مشحونة بالصمت والترقب، يظن بعض العرب — أو لنقل "العربان" كما يحب أن يقال في النقد اللاذع — أن مجرد إصدار بيانات الإدانة أو التظاهر بالحياد سيبقيهم في مأمن من ألسنة النار المتصاعدة في المنطقة. يكتبون التصريحات بعبارات دبلوماسية باردة، يرفعون شعارات السلام، ويتغنون بالحياد، وكأن الحرب تحترم الحياديين.


لكن الحقيقة على الأرض مختلفة كليا. القواعد العسكرية الأمريكية، الموجودة في قلب العديد من العواصم العربية، لا تقيم هناك للزينة، ولا لتقديم الاستعراضات العسكرية. هي اليوم في حالة تأهب، تنقل السلاح، وتجمع المعلومات، وتعيد تموضعها بصمت. وإن لم تكن تشارك فعلا في رسم المشهد العسكري القائم ، فهي تستعد على الأقل لأن تكون مركز القيادة والإمداد.


المنطقة ليست أمام أزمة عابرة. ما يرسم الآن هو مشهد حرب إقليمية — أو بالأحرى مبرمجة — ستشمل الشرق الأوسط برمته، وليس فقط تلك البقع الملتهبة الظاهرة على السطح. ومن يتوهم أن النيران ستتخطاه لأن بلاده لا تطلق صواريخ أو لا تدعم المقاومة، فهو واهم.


إن خريطة الشرق الأوسط تعاد صياغتها بالنار والدخان، وأي تأخير في الفهم أو محاولة للوقوف على الهامش قد يكون مكلفا أكثر من الانخراط الفعلي. فحين تنفجر الجغرافيا، لن تحميك بيانات الشجب، ولا وساطاتك، ولا حتى صفقاتك مع الأمريكي. القواعد في أرضك؟ إذًا أنت داخل اللعبة شئت أم أبيت.


من يظنون أن إدانتهم للعدوان الصhيوني أو لجهة دون أخرى ستمنحهم وسادة أمن، يتجاهلون أن واشنطن لا تحتفظ بقواعدها العسكرية في المنطقة عبثا، ولا تجهز حاملات الطائرات من باب الاحتياط فقط. كل هذه التحركات العسكرية هي مقدمات لشيء أكبر، شيء لن يقف على حدود غزة أو جنوب لبنان، أو حتى طهران بل قد يطال الخليج، والعراق، وسوريا، ومصر ، وتركيا، وباكستان وربما ما هو أبعد.


القادم أخطر من أن يواجه بالنأي بالنفس. الحرب أشتعلت، والمراهنة على البقاء خارجها كمن يحتمي من الإعصار بمظلة ورقية.