لم يعد سؤال النخب بل سؤال رجل الشارع البسيط المستنزف بقوته اليومي ، ومابقي من قليل بنى تحتية ، سؤال كم قتلت صواريخ الحوثي من الاسرائيليين ، كم دمرت كم عطلت الحياة بين صفوف المستوطنين.
الإجابة الحقيقة لم تعد صادمة ، بل هي ملهاة سوداء تثير الضحك حد الفزع : لاشيء.
الإسرائيلي يقتل يومياً من المدنيين الفلسطينيين العشرات ، يمارس سياسة التجويع ، يفرض إبادة منهجية في القطاع ، فيما يذهب الحوثي بصواريخه إلى لعبة تسجيل المواقف الفضفاضه على الورق والمنابر ،والتماهي مع الوقاحة بالتعبير عن سعادة القيادات لقصف اليمن كما هو حال غزة.
السلاح سياسة ، إذا لم يحقق أهدافاً محددة ،تسجل حضورها في ميدان المواقف الضاغطة ، فهو فزاعة بلا معنى يتساوى مخرجاته والعدم، وهذ ما يحدث من ممارسة حماقات حوثية تستدعي الإسرائيلي، تدمر الموانئ والمطارات ومحطات الكهرباء والوقود ، مقابل إطلاقات يبتلعها الفضاء الخارجي لأجواء تل أبيب كثقب أسود.
الحوثي أحكم طوق الحصار ليس على تل ابيب بل على صنعاء، اخرج المطار وقبله ميناء الحديدة ورأس عيسى عن الخدمة ومنشآت حيوية أخرى ، ومع ذلك لايكف عن صبيانيته ،وفق حسابات تمضي في إتجاهين : لا هو أثخن العدو ،وخفف الحصار على غزة ، ولا جنب اليمن المعارك الخاسرة.
إسرائيل تضرب وتؤلم ، الإتصالات على قائمة بنك الأهداف ،أما الأهم الذي يُطبخ على نار هادئة، فهو توطين ويمننة خطة تصفية قيادات حزب الله ، حينها فقط يستطيع الإسرائيلي أن يعلن بمواراة عبد الملك : الآن بدأنا الرد.