آخر تحديث :الخميس-31 يوليو 2025-03:42ص

القات... وهم اللذة ونزيف الحياة!

الأربعاء - 30 يوليو 2025 - الساعة 11:20 ص

نجيب الشرعبي
بقلم: نجيب الشرعبي
- ارشيف الكاتب


كم من شاب طموح، وأب مسؤول، وطالب علم، ضيّعته ورقة قات!

نحن لا نكتب لنُحرِّم، بل لنوقظ من غفلة، وننقذ من عادة تسرق من أعمارنا أعوامًا، ومن جيوبنا أموالاً، ومن عقولنا وطاقاتنا أعظم ما نملك.


أولًا: نشاط زائف يسرق ما تبقى من يومك

صحيح أن القات يمنحك ساعات من النشاط المؤقت والتركيز المصطنع، لكن بعد انتهاء الجلسة تبدأ أعراض الهبوط الذهني، والخمول الجسدي، والتبلد النفسي. تنجز أثناء التخزين، لكنك تخسر كثيرًا بعده!


ثانيًا: قاتل الوقت وسارق النوم

يمضي المخزن ساعات طويلة جالسًا في مكان واحد، يذاكر أو يقرأ، بينما القات يسحب من عمره بصمت. بعدها يحتاج لساعات حتى ينام، ثم يصحو منهكًا يبحث عن القات من جديد، في دوامة تبدأ بورقة قات ولا تنتهي إلا حين تنضب طاقته وروحه معًا.


ثالثًا: القات اليوم ليس كقات الأمس!

أصبح مشبعًا بالسموم، تُروى أشجاره بمياه بمياه مخلوطة بالسموم وارش أغصانه بمبيدات قاتلة، ويُقطف قبل أن تزول عنها آثار السم، كل هذا من أجل أن يبدو "لامعًا" على عيون الضحايا، لكنه باهت على جسدك، وسُم زعاف في عروقك.


رابعًا: الإنفاق الجنوني والسباق نحو الإفلاس

القات الممتاز صار تجارة استغلال، وأسعاره تجاوزت حدود العقل. يشتريه الناس بأسعار خيالية تفوق قيمته الحقيقية، إذ أنه لا فرق بين تكلفة القات الممتاز والقات العادي في التكلفة، لكنه يباع بأضعاف مضاعفة تتجاوز 100,000% عن القات العادي، ليكتشفوا في النهاية أنهم لم يشتروا إلا وهماً على هيئة غصن!


خامسًا: خلطات الموت البطيء

بعض الشباب يضيف إلى القات مشروبات غازية وخلطات دوائية ليشعر أنه "سوبرمان"، يستطيع حمل الدنيا، بينما الحقيقة أن جسده ينهار رويدًا رويدًا، ويستيقظ في اليوم التالي كأن الجبال على صدره، زلا يستطيع حمل نفسه، بل قد يصاب بأمراض مزمنة بسبب قتل مناعة الجسم بهذه المنشطات.


سادسًا: العزلة تحت شعار "الكيف"

هناك من يخزن لا لشيء إلا للكيف، لا يرد على مكالمة، لا يقرأ كتابًا، لا ينجز عملاً، فقط يخزن في زاوية ضيقة مع أصدقاء محددين، يهرب من الواقع إلى عزلة قاتلة، تغتال علاقاته ومسؤولياته.


سابعًا: سهر مدمر ونهار ضائع

جلسات الليل الطويلة لذيذة؛ لأنها لا تقطع بصلاة ولا غذاء ولا زيارة ولا ضجيج، بينما تسحب ضوء النهار من حياة الشاب. لا صلاة، لا زيارات، لا إنتاج. ينام النهار كله ويسهر طوال الليل، حتى يفقد عمله أو يرفض كل فرصة تأتيه، لأنه صار أسير سهرٍ بلا جدوى.


ثامنًا: القات يسرق منك أولادك!

القات يجعل منك إنسانًا جادًا، دائم التفكير في العمل إن كنت موظفًا، أو في البحث عنه إن كنت بلا وظيفة.

تتكدس الهموم فوق رأسك، فتسرق منك أجمل لحظات الحياة: فيمنعك أن تلاعب أبناءك، أن تضحك معهم، أن تسمعهم وتحتضن طفولتهم.

وفي النهاية، لا هم وجدوا أباهم وتمتعوا به، ولا أنت استطعت أن تبني لهم مستقبلاً.


تاسعًا: القات يعطل الإنجاز الحقيقي

في الدوام، يؤثر القات على الأداء والتركيز، ويجعل الموظف مرهقًا مشتتًا.

وفي البيت، بدل أن يكون القات راحةً بعد العمل، يتحول إلى امتداد لمشاكله، فيجعل من البيت ساحة توتر ونكد، لا واحة هدوء وسكينة.


عاشرا: القات يستنزف الماء، كما تستنزف الحرب الدماء

ولعلنا والحبة القات بين أيدينا لا نعلم بأنها سقيت بماء يكفي منازلنا لأسبوع كامل، وما أزمة المياه الخانقة في مدينة تعز إلا نتيجة لاستنزاف القات للمياه في آبار الضباب والمسراخ ووادي بني خولان والمسراخ والخيامي والبركاني.


فهل يستحق القات أن يسرقك من نفسك، من صحتك، من أطفالك ومستقبلك؟

وهل يستحق بأن تعطش مدينة بأكملها؟

أكيد بأن جوابك لا.

وأكيد بأن الكثير يرى الحل مستحيلا.


فهل الحل مستحيل؟ لا والله!

صحيح أننا تعودنا على القات منذ الصغر، لكن الإرادة تبدأ بخطوة، والترك لا يحتاج سوى قرار.

ابدأ بترك يوم واحد في الأسبوع لمدة شهر.

ثم يومين في الأسبوع الشهر التالي،

ثم حاول أن تخزن يومًا وتترك الآخر.

حتى تصل إلى أن يكون القات فقط في العطلة، ثم... تودعه إلى الأبد، وتستعيد حياتك.


---


كن شجاعًا...

ابدأ الآن...

ودّع القات، وشارك هذه الرسالة، فلعلها تكون النور الذي يوقظ قلبًا، أو اليد التي تمسك بإنسان يوشك أن يغرق!


#معًا_نترك_القات

#حياة_بلا_قات_أجمل

#شارك_لتُعين_غيرك

#أطفالي_أهم_من_القات


- من صفحة الكاتب على فيسبوك