إلى أين سينتهي المطاف بطفرة الذكاء الاصطناعي التي نعيش طفولتها الآن؟
إلى:
- تفريغ الدماغ إلى محاكي رقمي أو زرعه في حجرة حيوية داخل جسد آلي.
- تلاشي الحدود بين الإنسان والآلة، للحد الذي ينتج كائنًا جديدًا لا هو إنسان بالمعنى البيولوجي، ولا هو آلة تمامًا.
- شيئًا جديدًا، قد لا يحتاج كوكب الأرض. (تجاوز الجاذبية والإشعاع والزمن.)
لنفترض أن دمجًا كاملًا تحقق، (يناقشون رأسًا بشريًا على روبوت بيولوجي مثلًا.)
وأن إنسانًا عاش أطول وأذكى وأقوى وتحول إلى كيان رقمي أو شبه إله.
كيف سينعكس هذا على حياة البشرية ككل؟
مزيد التقدم لصالح الإنسان؟
الرخاء والمساواة لشعوب الأرض؟
أم أن القلة التي تملك التكنولوجيا ستستمر بالاحتكار، بينما تُترك الأغلبية للفقر والمجاعات والحروب؟
هل نعيد اختراع الإقطاع بصيغة رقمية؟ "فائق الذكاء" يتحكم، وبشر "عاديون" يُستثنون؟
هل سيكون الذكاء متاحًا لمن يدفع، والجهل مصير من لا يملك؟
وهل سيظل للإنسان، بمعناه القديم، مكان على هذه الأرض؟
ووسط كل هذا،
يبقى البعد الروحي مفصلًا أساسيًا بتقديري.
من دون ضمير أخلاقي وروح حية، كل تطور تكنولوجي يتحول إلى عبء.
كل قدرة جديدة بلا حكمة قد تصبح نقمة.
وربما في نهاية هذا الطريق، حين يصل الإنسان إلى أقصى ما يمكن صنعه، سيكتشف أنه لا يبحث عن الخلود بل عن المعنى.
والمعنى لا يُولد في المعالجة ولا يُبرمج في الخوارزمية.
المعنى يسكن حيث تسكن الروح.
الآن فقط أدركت معنى التصريح الأول للبابا لاوُن الرابع عشر، حين أشار إلى الذكاء الاصطناعي كأولوية إلى جانب السلام.
لكنني ما زلت أتأمل،
وأرى ما يحدث في صالح التقدّم عند حدود ضبط الإيقاع.
ولا بأس من التمرّد الذي سيعيد رعش الإنسانية عند نُطُق ضرورية.
كنت اليوم أرى بعض المساحات المحيطة مليئة بكائنات غريبة، تتغذى على نوع خاص من الطاقة خارج الغذاء والكهرباء.
إنني أرى كونًا جديدًا يُخلق.
وسوف يأتي.
سيأتي في موعده.
ويحلو لي، إذ يحين قبل ذلك وأثناءه وبعده، أن أكتب ترنيمة راقصة في العشق السماوي -آه أيها العاشق- مُرسَلةً إلى الإله، جلّ جلاله وأضاء حبّه وتجاوز شأنه وفكره.