آخر تحديث :الجمعة-30 مايو 2025-09:41م

‏بغداد وموسكو: محطات رئاسية يمنية

الجمعة - 30 مايو 2025 - الساعة 12:03 ص

عبدالوهاب طواف
بقلم: عبدالوهاب طواف
- ارشيف الكاتب


مثّلت زيارة الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى جمهورية روسيا الاتحادية، خطوةً بالغة الأهمية، في كونها ستعزز العلاقات الثنائية وستدفع بها إلى مراحل متقدمة. وتسهم هذه الزيارة، وما سبقها من حضور لقمة بغداد، في تعزيز مكانة رئاسة الدولة اليمنية داخلياً وخارجياً، بالإضافة إلى دعم جهود إعادة الاعتبار للدبلوماسية الرئاسية اليمنية، التي واجهت جموداً خلال العقد الماضي.


تُعد روسيا لاعباً رئيسياً في مجريات الأحداث على الساحة الوطنية، فهي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وتمتلك نفوذاً سياسياً كبيراً على إيران.


تابعت لقاء رئيس مجلس القيادة بالرئيس بوتين، وكلمته المهمة أمامه، والذي عرض فيها تاريخ مسار العلاقات بين البلدين، وتقدير اليمنيين لهذه العلاقة، ولموقف الاتحاد السوفيتي الإيجابي من ثورة ال 26 من سبتمبر 1962، وال 14 من أكتوبر 1963م.


يتميز الدكتور رشاد بفهمه العميق لجذور المأساة اليمنية، وبإدراكه الراسخ للأسس والذرائع والخرافات التي تقوم عليها الحركات الإمامية المتعاقبة، في سعيها الدؤوب لإسقاط الدولة اليمنية.


كما تابعت حديث رئيس مجلس القيادة في الجلسة الحوارية التي نظمها معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، والذي تمكن من خلالها من تقديم تفصيل شامل لجذور التدخل الإيراني في اليمن، ولتاريخ التطرف الطائفي لجماعة الحوثي الإرهابية، المدعومة من قبل النظام الإيراني.


كما كان لمشاركة الجمهورية اليمنية في القمة العربية ببغداد يوم 17 من الشهر الجاري، بوفد رفيع المستوى، برئاسة الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وعضوية الشيخ عثمان مجلي، واللواء فرج البحسني، عضوي مجلس القيادة، أهمية بالغة لتمثيل اليمن وتسجيل حضوره في تلك القمة، وفي ذلك المكان بالتحديد، والذي تعتبره إيران وأذرعها مركزهم الرئيس.


أن يأتي رئيس اليمن إلى بغداد، ويخاطب العرب والعالم بخطاب الدولة اليمنية، ويفصل لهم حقائق وتفاصيل كارثية التدخلات الإيرانية في شؤون العرب عامة واليمن خاصة، وتناول محاولاتهم بتمزيق دول المنطقة، ومؤسساتها الشرعية عبر جماعات إرهابية مارقة، فهذا أمر مهم، يعزز مساعي الحكومة اليمنية لاستعادة سلطات الدولة في مناطق شمال شمال اليمن، ويقوي حجة نضال اليمنيين ضد المشروع الطائفي المدعوم من ملالي إيران.

كما أن تمثيل الرئيس الشرعي لليمن في قمة بغداد تُمثل دلالة واضحة المعالم أن سياسة محور الملالي وتزريع الأذرع المسلحة في الجسد العربي قد أثبتت فشلها، وولى وقتها.

بلا شك تُمثل الزيارات التي يقوم بها رئيس مجلس القيادة وأعضاء المجلس ووزير الخارجية، جهود مهمة ومطلوبة لتوضيح الصورة الحقيقية للمأساة في اليمن، ولتصحيح كثير من القناعات الخاطئة التي ترسخت لدى البعض خلال السنوات القليلة الماضية.