منذ خروجها من عباءة الدولة عام 2003م و انقلابها المشؤوم في سبتمبر 2014، تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية جر اليمن إلى مستنقع ساحق من الخراب والفقر والدمار، تنفيذاً لأجندة إيران التوسعية وأوهامها الإمبراطورية، دون أي اعتبار لمصالح اليمنيين أو سيادة البلاد.
هذه العصابة المسلحة الارهابية، ربطت مصير اليمن بطهران، وأثبتت مرة تلو الأخرى أنها لا تملك قرارها، ولا تسعى لبناء دولة، بل إلى تكريس سلطة دموية تعتمد على القمع والنهب وخلق الأزمات ونشر الجهل والتخلف.
في كل مرحلة من مراحل الصراع، يتضح أن الحوثيين مجرد أداة في يد نظام الملالي في طهران، حيث لم تقدم إيران لليمن شيئاً سوى الخراب والسلاح والموت، بينما تتاجر بدماء اليمنيين في المحافل الدولية، وتستخدم الورقة اليمنية لابتزاز العالم ، لم نسمع يوماً أن الحوثيين طالبوا إيران بإعادة إعمار ما دمرته الحرب، أو بدعم حقيقي للبنية التحتية، أو حتى بالمساعدة في تحسين أوضاع الناس الذين يرزحون تحت وطأة الجوع والبطالة. يتحصلون على النفط الحوثي المجاني لاستمرار آلة الحرب، وقتل المزيد من اليمنيين، وإشعال الحرائق في الأرض اليمنية.
آخر فصول الإجرام الحوثي جاء عبر ما يسمى بحملات "الجباية" في العاصمة المختطفة صنعاء، حيث أطلقت المليشيا حملة ممنهجة تستهدف التجار وأصحاب رؤوس الأموال، بزعم تمويل إعادة بناء مطار صنعاء الذي تقول إنه تضرر بغارات إسرائيلية. في حقيقة الأمر، فإن الحوثيين يستغلون كل حدث لتكثيف الابتزاز، وجعل المواطنين يمولون آلة فسادهم وحربهم.
وبحسب مصادر محلية، فقد منحت المليشيا مهلة للتجار حتى يوم غد كآخر موعد لدفع "الجباية"، مهددة بإغلاق المحلات واعتقال من يرفض الدفع.
هذا الأسلوب الهمجي ليس بجديدا عليهم، فقد سبق أن انتهجت الجماعة هذا السلوك مراراً وتكراراً، في موسم الأعياد، والفعاليات الطائفية، وحتى في رمضان، حيت تتحول صنعاء وبقية المحافظات المحتلة إلى ما يشبه الثكنات الاقتصادية تحت رحمة مشرفي الجماعة وابتزازهم اليومي.
المليشيا الحوثية لا تبحث عن دولة، ولا تسعى لسلام، بل هي عصابة تتقن فن الاستقواء على الضعفاء، ولا تمتلك أي مشروع وطني أو إنساني.
أما إيران، فلا ترى في اليمن سوى ورقة ضغط ضمن مخططاتها الإقليمية، ويكفي دليلاً أن الحوثيين طوال سنوات الحرب لم يجرؤوا على المطالبة بشيء من حليفتهم، بينما يتسولون المال تحت تهديد السلاح ، ويُضيّقون على المواطن اليمني بمزيد من الجبايات والإتاوات.
لقد آن لليمنيين أن يرفضوا هذا العبث الحوثي، وأن يدركوا أن هذه العصابة الحوثية لا تمثلهم، ولا تعمل من أجلهم، بل هي سبب كل مأساة، وكل شهيد، وكل طفل يتيم، وكل دار مهدمة ، وإن كنا نُحمّل الحوثيين المسؤولية الأولى عن هذا الانهيار، فإننا لا نعفي إيران من جريمة العبث بمصير شعب كامل، عبر وكلاء جهلة يظنون أن الولاء للطائفية أهم من كرامة الإنسان وحريته.