آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-11:58م

جريمة الحوثي في السلفية.. وصمة عار على جبين الصمت المحلي والدولي

الثلاثاء - 01 يوليو 2025 - الساعة 11:47 م

مطيع سعيد المخلافي
بقلم: مطيع سعيد المخلافي
- ارشيف الكاتب


في جريمة بشعة تكشف الوجه الحقيقي لمليشيات الحوثي العنصرية، ارتكبت هذه الجماعة الطائفية جريمة نكراء في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، عندما أقدمت على تفجير دار القرآن الكريم، ثم حاصرت منزل الشيخ المسن صالح حنتوس بما يقارب خمسين طقماً عسكرياً، قبل أن تقوم بقصفه على رؤوس من فيه من النساء والأبرياء دون أي وازع ديني أو إنساني.


هذه الجريمة المروعة ليست حادثاً فردياً، بل تجسيدًا صارخًا لسلوك الحوثي الإجرامي، وطريقته في التعامل مع كل من يخالفه مذهبياً أو سياسياً، أو يرفض السير في ركبه التخريبي الذي يستهدف تقويض الدولة ونشر الفوضى الطائفية. لم يكن دار القرآن الكريم هدفاً عسكرياً، ولا كان منزل الشيخ حنتوس مقرًا لمعارك أو أسلحة، بل إن استهداف هذه الرموز الدينية والاجتماعية يعكس عداء الحوثي الصريح لكل ما يرمز للسلام والتعايش والاعتدال.


إن تفجير دارٍ لتحفيظ كلام الله، وحصار منزل آمن، وقتل أفراده، يعد انتهاكاً فاضحاً للتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي يدعي الحوثيون زيفاً تمثيلها، وهو في حقيقته سلوك شاذ يتجرد من كل القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية. هذه الجريمة، بكل تفاصيلها، تثبت أن هذه الجماعة لا تؤمن إلا بالقوة، ولا تعرف سوى الإرهاب وسفك الدماء، ولا تحترم ديناً ولا عرفاً ولا ضميراً.


والأدهى من ذلك، أن هذه الجريمة وقعت على مرأى ومسمع من القوى المحلية والدولية، التي اكتفت بالصمت والعجز، وكأن أرواح المدنيين ومقدساتهم لا تستحق حتى الإدانة. لقد أثبتت هذه الحادثة أن هناك تواطؤاً بالصمت أو تقصيراً بالواجب من الجهات الشرعية وقواتها العسكرية، التي تركت شيخاً أعزل يوجه عشرات الأطقم ومئات الأفراد المسلحين، وينتظر واسرته الموت، دون أن تحرّك ساكناً.


إن ما حدث في السلفية ليس مجرد انتهاك، بل وصمة عار ستظل محفورة في تاريخ مليشيا الحوثي الطائفية، وفي ضمير كل من سكت أو عجز أو تخاذل عن نصرة المظلومين. وستبقى هذه الجريمة شاهداً على مرحلة سوداء من تاريخ اليمن، لا بد أن يُحاسب مرتكبوها، ومن سكت عنها.