اذا ما نظرنا إلى واقع الأحزاب اليمنية، سنجد أنها ليست على قدر من التنظيم والتأسيس والنشاط السليم، ناهيك عن غياب الرؤية الحقيقة لديها، أما وضعها الراهن فهو شكلي وغير فعال، ولم تعد لها قاعدة جماهيرية بما فيها الأحزاب المتأسلمة، التي تلجأ لأنشطة غير حزبية لاستمرار دورها وحفظ مصالحها.
منذ انقلاب الحوثيين الموالين لإيران على السلطة الشرعية، وإدخال البلاد في دوام صراعة يهدد الجوار والمنطقة تنفيذاً لأجندة معادية، لم يبرز اي دور إيجابي للأحزاب السياسية اليمنية سواء عسكرياً أو سياسياً أو اجتماعيا أو إلى جانب السلطات الشرعية، بل إن أحزاب كانت ولا زالت تستغل تواجدها في السلطة لتقوم بادروا سلبية ضد الشرعية.
كذلك الحال في عملية السلام الشاملة - المتعثرة نتيجة المتغيرات المحيطة - لم نلمس أي حضور فعال للأحزاب السياسية اليمنية يسهم في المصلحة العامة والدفع بعملية السلام نحو الأمام، حتى وإن كان هناك دور فهو ضعيف ولصالح أجندات ومصالح الحزب نفسه وداعميه.
على ما يبدوا أن الشيء الذي تجيده القوى الحزبية اليمنية، هي عملية إعادة إنتاج نفسها بشكل جديد في محاولة لترميم صورتها التي تشوهت، وحدث ذلك في أكثر من مرحلة سواء (بهيكل أو قيادة جديدة أو بتحالفات متباينة في الأيديولوجيا والمشاريع)، والتجارب كثيرة منذ عقود وحتى اليوم.
وعلى الرغم من الواقع الهش للأحزاب السياسية اليمنية وغياب دورها الفعال وافتقارها للقواعد الجماهيرية، وسباتها وشللها، وتباينها الشاسع في الأيديولوجي، وفشلها منذ الانقلاب الحوثي في إعادة إنتاج نفسها، إلى أن كل هذا لم يجعلها تتعلم الدروس من التجارب الفاشلة في السابق، ونجدها تكرر الفشل من خلال مساعيها لعقد اجتماع بالعاصمة عدن، في ظل واقع متأزم الشعب يبحث فيه عن معالجات اقتصادية وليس تكتلات شكلية هشة.
من وجهة نظري أن الاجتماع الذي تسعى له الأحزاب اليمنية والذي يأتي هذه المرة بدعم المعهد الديمقراطي الأمريكي، لن يأتي بجديد غير أنه يسجل تجربة جديدة للفشل الحزبي، كما سبق وحدث من سابق والتي كان آخرها اجتماع نفس الأحزاب قبل أشهر برعاية المعهد الأوروبي للسلام، وكما يقال فاقد الشئ لا يعطي.
#فتاح_المحرمي
3 نوفمبر 2024م