نعم... انجز الشهيدـ ابراهيم الحمدي- الكثير وسيظل محبوبآ بسبب انجازاته، لكنه" ايضا" اخطأ في الكثير. فبماذا أخطاء ؟!؟
جميل هذا الاحتفاء بالرئيس الأسبق - ابراهيم الحمدي- في الحادي عشر من أكتوبر من كل عام فهو يحتل في قلوب اليمنيين نفس المكانة التي يحتلها عبد الناصر في قلوب العرب والمصريين.
لكن المصريين أخيرآ قرنوا احتفاءهم بعبد الناصر بمراجعة انجازاته واخطائه معآ . فهو بالنسبة لهم "رجل الإنجازات الكبيرة والأخطاء العظيمة".
وكم اتمنى ان يتوازن الناصريون اليمنيون في رؤيتهم للحمدي ويبتعدوا قليلآ عن التقديس إلى مركب أكثر توازنآ يرى الأخطاء والانجازات معآ ...
الحمدي "أيضآ " رجل الإنجازات الكبيرة والأخطاء العظيمة ، وكما يتغنى اليمنيون بإنجازاته في تطوير التعاونيات ودورها في تنمية الريف، وبناء الجيش، وتهميش تدخل المشائخ في شؤون الدولة وبسط سيطرة الدولة، والاستقلال النسبي عن الهيمنة السعودية، ومكافحة الفساد وتصحيح الاختلالات المالية.
اتمنى منهم "أيضآ " أن يدرسوا اخطاءه كي يستفيدوا منها، خاصة تلك الأخطاء التي تسببت في بعض ما نعانيه "اليوم" ...
فالحمدي أخطأ عندما احتكر السلطة كاملة في يده والغى الدستور و مجلس الشعب. وأخطأ عندما وضع بذور توريث السلطة فأخيه -عبدالله - كان نائبه الفعلي والمرشح للحكم بعده، واقرباءه وانسابه كانوا قد سيطروا على مفاصل الجيش والدولة.
واخطأ الحمدي عندما همش ضباط الجيش الوطنيين ووضع بدلا عنهم ضباطآ بلا ثقافة ولا رؤية ظنآ منه انه سيحركهم لمصلحته كما يشاء....
والحمدي هو من قذف بعلي صالح وعلى محسن والغشمي من هامش الجيش إلى أعلى المناصب ، ودفع حياته ثمنآ لذلك، ودفع اليمنيون اثمانآ مضاعفة.
واخطأ الحمدي عندما أنشأ "المعاهد العلمية" في خليط "اخواني وهابي" تسببت لاحقآ في شرخ المجتمع اليمني وعرقلة تطوره الثقافي وعلاقته بالعصر.
واخطأ الحمدي عندما بالغ في دور الأجهزة الأمنية حتى اشتهر عصره بالتنكيل بالمعارضين، وصار اسم "محمد خميس" اسطورة للرعب مثله مثل أساطير الرعب الأخرى كصلاح نصر في مصر، وعبد الحميد السراج في سوريا، و اوفقير في المغرب.
" والله غالب على امره"
( محرم الحاج )
( محرم الحاج )