آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:00ص

منوعات


كيف تحقق أفضل استفادة من النوم في عدد ساعات أقل؟

كيف تحقق أفضل استفادة من النوم في عدد ساعات أقل؟

الثلاثاء - 03 ديسمبر 2019 - 06:19 م بتوقيت عدن

- نافدة اليمن / بي بي سي

غالبا ما نعتبر قدرتنا على البقاء متيقظين وساما على صدورنا ومؤشرا على أن أيامنا تحفل بالعمل والنشاط. وعلى مر التاريخ، تباهت شخصيات شهيرة، مثل توماس أديسون ومارغريت ثاتشر ودونالد ترامب، بأن كلا منها لا ينام سوى أربع أو خمس ساعات في الليلة لا أكثر، وهو ما يقل كثيرا عن الفترة الموصى بها للبالغين، والتي تتراوح ما بين سبع إلى تسع ساعات كل ليلة.

ويسير كثير منّا على الدرب نفسه، فبحسب أرقام رسمية في الولايات المتحدة، لا يحصل ثلث الأمريكيين البالغين على قسط كافٍ من النوم، وبشكل منتظم أيضا.

ورغم أن العواقب السلبية المترتبة على ذلك لا تخفى على أحد، من ضعف للذاكرة وتدهور للقدرة على اتخاذ قرارات صائبة وتزايد احتمالات الإصابة بالأمراض وبالبدانة كذلك، فمن اليسير على المرء أن يتجاهل هذه المخاطر. فعندما تتطلب احتياجاتك الضرورية وقتا يزيد على الفترة التي يُفترض أن تظل مستيقظا فيها خلال يومك، فسيكون النوم هو أول ما تضحي به لتلبية هذه الاحتياجات.

لكن ماذا إن صار بوسعنا أن نجعل فترة النوم أقرب ما تكون إلى الكمال، ما يجعلنا نجني غالبية الفوائد الكامنة فيها، لكي ننام بعمق ولوقت أقل؟ ربما تكون هذه الإمكانية في متناولك أكثر مما تتخيل، وذلك بفضل أساليب جديدة ترمي إلى "الاستفادة بالقدر الأمثل من فترة النوم".

وقد أظهرت تجارب متنوعة أُجريت في شتى بقاع العالم، أنه من الممكن تعزيز كفاءة نشاط المخ خلال فترة الليل، ما يقلل الوقت الذي يتطلبه الاستغراق في نوم عميق، ويزيد من قدر الراحة الذي ننعم به بمجرد وصولنا إلى هذه المرحلة.

وأظهرت الدراسات التي أُجريت منذ ثمانينيات القرن الماضي، أن "نوم الموجة البطيئة" أمر أساسي للحفاظ على الدماغ في حالة جيدة، إذ يسمح للمناطق المسؤولة عن الذاكرة في المخ، بنقل ذكرياتنا من مرحلة التخزين في الذاكرة قصيرة الأمد إلى نظيرتها في الذاكرة طويلة المدى، وهو ما لا يجعلنا ننسى ما تعلمناه.

ويقول يان بورن، المسؤول عن قسم علم النفس الطبي وعلم الأعصاب السلوكي في إحدى الجامعات الألمانية، إن "الموجات البطيئة تُسهّل نقل المعلومات".

كما أن هذه الموجات قد تؤدي إلى تدفق الدم والسائل الدماغي عبر مناطق المخ المختلفة، ما يؤدي إلى التخلص من مواد يحتمل أن تكون ضارة، وربما تؤثر سلبا على الجهاز العصبي. ويفضي ذلك أيضا إلى تراجع مستويات هرمون الكورتيزول، الذي يُفرز استجابةً للشعور بالإجهاد والتوتر. كما يساعد هذا الأمر على تنشيط الجهاز المناعي، ما يجعله أكثر قدرة على مواجهة أي عدوى محتملة.

وحدت نتائج مثل هذه بعلماء - من بينهم بورن - إلى التساؤل عما إذا كان بوسعهم الاستفادة منها في تعظيم فوائد النوم، وتحسين قدرة المرء على القيام بواجباته ومهامه خلال ساعات النهار، عبر زيادة توليد هذه الموجات البطيئة في الدماغ.

ويعمل أحد أكثر الأساليب الواعدة في هذا المضمار، بطريقة تجعله كما لو كان أداة تضبط الدماغ على الإيقاع الملائم له من هذه الموجات. وفي إطار التجارب التي تُجرى في هذا الشأن، يعتمر الخاضعون للبحث جهاز استقبال لرصد نشاط الدماغ، وتحديد الأوقات التي يشهد فيها المخ حدوث هذه الموجات البطيئة. ثم يبدأ الجهاز بعد ذلك في إصدار نبضات قصيرة ذات صوت مريح وغير مزعج، تتزامن مع الموجات البطيئة التي تتولد في الدماغ بشكل طبيعي، وذلك على فترات منتظمة خلال الليل.

وتتسم هذه الأصوات بأنها منخفضة إلى حد يجعلها لا تزعج المشاركين في البحث، ومرتفعة في الوقت نفسه كذلك بقدر كاف، لأن يرصدها المخ على نحو غير واع.

ووجد بورن - الذي قاد غالبية هذه الأنشطة البحثية - أن هذا التحفيز السمعي المريح واللطيف، يكفي لتدعيم ما يمكن أن يُعرف بالإيقاعات الصحيحة للدماغ، وهو ما يجعل "نوم الموجة البطيئة" في هذه الحالة أكثر عمقا من نظيره الذي يحظى به من تم استخدام أساليب تحفيز وهمية معهم.

وتبين أيضا أن أفراد العينة ممن ارتدوا أجهزة الاستقبال أدوا بشكل أفضل في اختبارات الذاكرة، وأظهروا قدرة أكبر على تذكر المواد التي تعلموها قبل يوم واحد من خضوعهم للتجربة. كما تحسنت استجابة الجهاز المناعي لديهم، وتغير التوازن الهرموني في أجسامهم، بما شمل تراجع مستوى الكورتيزول.