آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:00ص

منوعات


كيف تتحكم في شهيتك وتتجنب التهام كميات كبيرة من الطعام؟

كيف تتحكم في شهيتك وتتجنب التهام كميات كبيرة من الطعام؟

الثلاثاء - 03 ديسمبر 2019 - 03:00 م بتوقيت عدن

-

لا يصعب عليّ من الآن توقع ما الذي سأشعر به بعد تناولي وجبة العشاء في يوم عيد الميلاد المقبل؛ إذ سيسيطر عليّ حتما شعور بالنعاس والخمول وكذلك بالامتلاء والشبع. لكن ذلك لن يمنع، من أنني سأشعر غالبا بحلول موعد الغداء في اليوم التالي بالجوع مرة أخرى، وبقدرٍ يجعل بوسعي التهام ديك مشوي آخر.

قد يبدو لنا هذا الأمر غريبا للغاية عندما نفكر فيه، أن يكون بمقدورك بعد يوم واحد من تناول وجبة كبيرة من الطعام، التهام كمية مماثلة منه. أفلم نتعلم من دروس المرة الأولى؟

إذا ما السبب وراء شعورنا بالجوع بعد المشاركة في مآدب طعام حافلة، كتلك التي تُقام في مناسبات مثل عيديْ الميلاد أو الشكر وغيرهما؟ فهل يؤدي تناول الطعام بإفراط في يوم ما إلى "توسيع" حجم المعدة، ما يفسح مساحة أكبر لما نلتهمه منه في اليوم التالي مثلا؟

دعونا أولا نشرح ما الذي يعنيه الشعور بالجوع من الأصل. فالتقلص الذي تشعر به في معدتك ويدفعك لتناول الطعام، ينتج عن مجموعة من التغيرات الفسيولوجية التي تحدث داخل جسدك، ولا يتعلق ذلك إطلاقا بما قد يتصوره البعض من أن حجم المعدة يتمدد أو ينكمش، تبعا لكون المرء جائعا أو شبعانا.

فالمعدة تنقبض خلال الهضم للمساعدة على تحريك الطعام باتجاه منطقة الأمعاء. كما تصدر أصواتا بفعل حركة الهواء وقطع الطعام فيها، جراء تحرك كميات الغذاء إلى أسفل. ويشكل ذلك ظاهرة تُعرف باسم القرقرة، تحس بحدوثها في معدتك وتسمع لها صوتا كذلك، وتمثل غالبا أول مؤشر يجعلك تشعر بأنك ربما تكون جوعانا. بعد حدوث هذه الظاهرة، تتمدد المعدة مرة أخرى استعدادا لتناولك الطعام، وهو أمر يحدث بفعل إفراز بعض الهرمونات.

لا يتسع حجم المعدة إذا بفعل الطعام الذي تستقبله، فهي تتسم بمرونة بالغة تجعلها تعود إلى سعتها الطبيعية والمعتادة (التي تتراوح ما بين لتر ولترين) بعد تناول الغذاء مهما كانت كميته كبيرة. وفي حقيقة الأمر، يتشابه غالبية البشر في ما يتعلق بسعة معدة كل منهم، بغض النظر عن اختلافهم في الوزن أو طول القامة.

وما يجهله الكثيرون منّا على الأغلب، هو الهرمونات التي يفرزها الجسم عند الشعور بالجوع. ومن بينها "الببتيد العصبي Y" و"ببتيد إيه جي آر بي" اللذان يُفرزان من منطقة تحت المهاد في الدماغ، ويُحدثان الشعور بالجوع ويتغلب أثرهما على أثر الهرمونات الأخرى التي تعطينا الإحساس بالرضا والاكتفاء. كما تضم القائمة هرمون غرلين الذي تفرزه المعدة، عندما تكون خاوية، ويحفز وجوده إفراز الهرمونين الآخرين من المخ.

ورغم أنك قد تتوقع أن يكون هرمون غرلين - المسؤول عن تحفيز الشعور بالجوع - موجودا بقدر أوفر لدى من يتناولون كميات أكبر من الطعام، فإن مستوياته تميل إلى الارتفاع لدى الأشخاص النحيلين، وإلى الانخفاض عند من يعانون من البدانة. وربما يُظهر التناقض القائم في هذا الشأن مدى تعقيد نظام الغدد الصماء لدى البشر.

وبينما لا يزيد عدد الهرمونات التي تؤدي لشعورك بالجوع عن ثلاثة بوجه عام، فإن الإحساس بالرضا والشبع يستلزم إفراز الجسم عشرة هرمونات أو نحو ذلك، من بينها اثنان يحفزان إنتاج الأنسولين لتنظيم عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات، بجانب هرمونات عديدة أخرى يؤدي إفرازها إلى الإبطاء من حركة الطعام عبر المعدة، لمنح الجسد فرصة لهضمه.

ومن هذا المنظور، ربما يكون ما أشرنا إليه من تدني مستوى هرمون غرلين لدى من يعانون من السمنة، ناجما عن أن إفراز هذا الهرمون يُكبح، بفعل الكميات الكبيرة من الأنسولين التي تفرزها أجسامهم في العادة، لإحداث عملية التمثيل الغذائي، لما يتناولونه من طعام غني بالمواد الكربوهيدراتية.

فضلا عن ذلك، هناك هرمونان يلعبان دورا رئيسيا في تقليل الشعور بالجوع، ويُعرفان باسم "سي كيه كيه" و"بي واي واي"، وهما يسهمان في إضعاف الشهية للطعام. ويزيد مستوى ثانيهما لدى من خضعوا لجراحات ربط المعدة.