استيقظت محافظة إب المنكوبة بمليشيا الحوثي الإرهابية على وقع جريمة غادرة هزت مديرية المخادر، حيث أقدمت عناصر إجرامية مجهولة في سياق مسلسل الانفلات الأمني الممنهج، على استهداف أحد المحال التجارية "محلات السفير" بوابل من الرصاص الحي، قبل أن تعمد إلى إحراق سيارة مالك المحل في مشهد يعكس غياب الدولة وتغول العصابات المسلحة في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين.
كاميرات المراقبة في "مفرق حبيش" وثقت لحظات مرعبة لوصول دراجة نارية يستقلها مسلحان، حيث باشر أحدهما بإمطار واجهة المحل بالرصاص، في حين قام الآخر بصب مواد حارقة على سيارة الضحية المركونة في المكان وإضرام النار فيها لتتحول في ثواني إلى كتلة من اللهب، في تحدي سافر لكل القوانين والأعراف، وأمام مرأى ومسمع من السلطات القائمة التي لم تحرك ساكناً لردع الجناة.
وتأتي هذه الحادثة كجزء من موجة عنف متصاعدة تضرب مناطق السحول ومديريات المخادر وحبيش، حيث تحولت الأملاك الخاصة والمنازل إلى أهداف مستباحة لعصابات منظمة تمارس سطوتها بضوء أخضر من قوى النفوذ، وسط اتهامات شعبية متزايدة لقيادات في المليشيا الحوثية بتوفير غطاء أمني لهذه العناصر الإجرامية التي يرتبط معظمها بقيادات نافذة، بهدف إركاع السكان ونشر الرعب في أوساط المجتمع.
ويرى سكان محليون أن تحول شوارع إب إلى ساحات لتصفية الحسابات وإحراق الممتلكات يبرهن على تواطؤ الأجهزة الأمنية التابعة للمليشيا، التي تكتفي بدور المتفرج أمام جرائم السطو والاعتداء المسلح، مؤكدين أن هوية الجناة باتت معروفة للقاصي والداني، إلا أن حصانة "النافذين" تحول دون تقديمهم للعدالة، مما ينذر بانفجار شعبي وشيك جراء استمرار هذه الغابة الأمنية التي تأكل الأخضر واليابس.