لم يكن مساء السبت عاديًا على أسرتين نازحتين في مديرية حيران شمال غرب محافظة حجة، إذ تحولت أكواخ القش التي احتمتا بها من قسوة النزوح إلى رماد، بعد اندلاع حريق مفاجئ حرم الأطفال والنساء من مأواهم الوحيد، وتركهم في العراء يواجهون مصيرًا إنسانيًا قاسيًا.
وأفادت مصادر محلية باندلاع حريق كبير في أحد تجمعات النازحين بمنطقة مربع الدير، الخاضعة لسيطرة حكومة مجلس القيادة الرئاسي، ما أسفر عن أضرار مادية جسيمة دون تسجيل إصابات بشرية.
وبحسب المصادر، اندلعت النيران في منزل النازح فواز علي محمد فرنتي، المشيد من القش والأخشاب، قبل أن تمتد بسرعة إلى المنزل المجاور الذي يقطنه النازح خليل محمد حمد بيشي، ما أدى إلى تدمير المنزلين بشكل شبه كامل وفقدان جميع محتوياتهما.
وأكدت المصادر أن الأسرتين أصبحتا بلا مأوى في ظل أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة، وسط غياب الإمكانيات وضعف الاستجابة الطارئة، مشيرة إلى أن طبيعة مساكن النازحين المصنوعة من مواد سريعة الاشتعال تزيد من مخاطر تكرار مثل هذه الحوادث.
ودعت المصادر الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لتقديم المساعدات الإغاثية، وتوفير المأوى المؤقت، والاحتياجات الأساسية، محذرة من أن استمرار إهمال تجمعات النازحين يضاعف معاناتهم ويعرضهم لمخاطر تهدد حياتهم وكرامتهم الإنسانية.
ويأتي هذا الحادث في سياق أوسع من المخاطر التي يواجهها النازحون في اليمن، حيث تؤكد تقارير أممية أن الحرائق تمثل أحد أخطر التهديدات داخل مخيمات النزوح بسبب الاعتماد على مواد بدائية للسكن والطهي، وغياب إجراءات السلامة والدعم المستدام .