آخر تحديث :الثلاثاء-16 ديسمبر 2025-08:18م
اخبار وتقارير

خبير جماعات متطرفة: أبين تمثل العقدة الأخطر في مواجهة تنظيم القاعدة جنوب اليمن

خبير جماعات متطرفة: أبين تمثل العقدة الأخطر في مواجهة تنظيم القاعدة جنوب اليمن
الثلاثاء - 16 ديسمبر 2025 - 04:30 م بتوقيت عدن
- عدن، نافذة اليمن:


في تطور لافت يعكس حساسية المرحلة الأمنية في جنوب اليمن، بدأت وحدات من القوات المسلحة الجنوبية، أمس الاثنين، انتشارًا ميدانيًا واسعًا في المناطق الشمالية الشرقية من محافظة أبين، في إطار مرحلة جديدة من المواجهة العسكرية الشاملة ضد تنظيم القاعدة، تستهدف تفكيك بنيته القتالية وقطع شرايين إمداده البشري واللوجستي القادمة من مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.


وتكتسب محافظة أبين أهمية استراتيجية استثنائية، كونها تمتد على الشريط الساحلي للبحر العربي، وتمثل العمق الشرقي للأمن الاستراتيجي للعاصمة المؤقتة عدن، إضافة إلى كونها نقطة وصل حيوية مع المحافظات الشرقية والشمالية. هذه الأهمية جعلت أبين، منذ تسعينيات القرن الماضي، مقصدًا للعديد من العناصر المتطرفة العائدة من أفغانستان، ممن عُرفوا بـ"الأفغان العرب"، الذين سعوا إلى تأسيس نواة حركة جهادية في جنوب اليمن عقب انهيار الدولة الاشتراكية وقيام الوحدة اليمنية.


وفي هذا السياق، أوضح الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، سعيد الجمحي، أن الأهمية الاستراتيجية لمحافظة أبين بالنسبة لتنظيم القاعدة منذ نشأته تعود إلى موقعها الجغرافي الواسع والمتشعب، الذي يربط عددًا من المحافظات، فضلًا عن تضاريسها الوعرة وبيئتها القبلية المحافظة، التي وفّرت للتنظيم هامشًا واسعًا للاختباء والمناورة. وأكد الجمحي، في تصريح صحفي، أن هذه العوامل مجتمعة أسهمت في جعل أبين واحدة من أبرز معاقل التنظيم في اليمن على مدى سنوات طويلة.


وأشار الجمحي إلى أن عددًا من أبرز قيادات تنظيم القاعدة ينحدرون من محافظة أبين، وفي مقدمتهم ناصر الوحيشي، الذي شغل موقع الرجل الثاني في التنظيم بعد أيمن الظواهري، وكان مرشحًا لتولي القيادة المركزية للقاعدة خلفًا لأسامة بن لادن، إضافة إلى قيادات عسكرية ومرجعيات دينية أخرى بارزة من المحافظة، ما عزز من ثقل أبين داخل هيكل التنظيم.


ولفت الخبير إلى أن تنظيم القاعدة أعلن أول "إمارة" له في محافظة أبين خلال عامي 2011 و2012، وهي أطول فترة سيطرة شاملة للتنظيم على محافظة يمنية، مقارنة بتجاربه اللاحقة في محافظتي شبوة وحضرموت. ورغم الحملات العسكرية السابقة التي نفذتها القوات الجنوبية وحققت اختراقات مهمة أضعفت التنظيم، إلا أنها – بحسب الجمحي – لم تنجح في اجتثاثه بالكامل، حيث لا يزال يحتفظ بوجود متفرق في بعض المناطق ويتخذها منطلقًا لهجماته المتقطعة.


وأكد الجمحي أن المعركة مع تنظيم القاعدة في أبين "لن تكون سهلة أو قصيرة"، خاصة في حال اضطرت القوات الجنوبية إلى خوضها منفردة، مشددًا على أهمية الإسناد الأوسع من التحالف العربي، الذي يمتلك – وفق تعبيره – قدرات نوعية قادرة على حسم المواجهة بوتيرة أسرع وأكثر فاعلية.


ويأتي هذا الانتشار العسكري في ظل تصاعد التحديات الأمنية، وسعي القوات المسلحة الجنوبية إلى إنهاء أي وجود للتنظيمات الإرهابية في أبين، باعتبار ذلك خطوة محورية لتعزيز أمن العاصمة المؤقتة عدن، وتأمين خطوط الملاحة والمناطق الحيوية، ومنع استغلال الجغرافيا الوعرة للمحافظة كملاذ آمن للجماعات المتطرفة.