مع انخفاض درجات الحرارة ودخول موسم نزلات البرد والإنفلونزا، يزداد القلق بشأن الحفاظ على الصحة خلال فصل الشتاء.
ويتساءل كثيرون: هل يضعف جهاز المناعة في هذا الوقت من العام؟ تشير دراسات طبية إلى أن المناعة قد تتأثر شتاءً نتيجة مجموعة من العوامل البيئية والسلوكية؛ ما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات.
يُعد نقص التعرض لأشعة الشمس أحد أبرز الأسباب، إذ يؤدي إلى انخفاض مستويات "فيتامين د" الضروري لتنظيم الاستجابة المناعية والوقاية من التهابات الجهاز التنفسي.
كما يسهم الهواء البارد والجاف في تهييج الأغشية المخاطية بالأنف والحلق؛ ما يسهل دخول الفيروسات إلى الجسم، إضافة إلى قضاء وقت أطول في الأماكن المغلقة المزدحمة، وهو ما يسرّع انتقال العدوى.
في المقابل، يمكن تعزيز جهاز المناعة خلال الشتاء باتباع خطوات بسيطة وفعالة. ويأتي في مقدمتها الالتزام بنظام غذائي متوازن غني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، مع التركيز على عناصر مهمة مثل "فيتامين ج" الموجود في الحمضيات والفلفل الحلو، و"فيتامين د" المتوفر في الأسماك الدهنية والبيض، والزنك الموجود في المكسرات والبقوليات.
كما يُعد الحفاظ على الترطيب عاملا أساسيا، إلى جانب ممارسة النشاط البدني بانتظام، حتى وإن كان داخل المنزل؛ لما له من دور في تحسين الدورة الدموية ودعم وظائف المناعة. ولا يقل النوم الجيد أهمية؛ إذ يحتاج الجسم إلى ما بين 7 و9 ساعات يوميا لاستعادة نشاطه ومقاومة العدوى.
وتبرز النظافة الشخصية كخط دفاع أساسي، خاصة غسل اليدين بانتظام وتجنب لمس الوجه، إضافة إلى إدارة التوتر، الذي يؤثر سلبا في المناعة عند استمراره لفترات طويلة.
ويؤكد خبراء أن الجمع بين هذه العادات الصحية يسهم في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض الشتوية، ويمنح الجسم قدرة أفضل على مواجهة تحديات هذا الفصل.