كتب الصحفي الاستقصائي عمار علي أحمد رأي لافت حول المشهد السياسي والعسكري في اليمن، قال فيه إن الأحداث الأخيرة وفرض المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرته على خارطة الجنوب، تضع الجميع أمام فرصة حقيقية لحسم المعركة ضد مليشيا الحوثي، خاصة مع توافر ظروف محلية ودولية مهيأة لذلك.
وأوضح الصحفي أحمد في تحليله الذي رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، أن سيطرة الانتقالي تعني توحيد الجزء الأكبر من المناطق المحررة (أكثر من 90%) بيد طرف واحد، وهو ما يُنهي مشاكل كثيرة ويعيد ترتيب المشهد داخل معسكر الشرعية، مُشيراً إلى تصريحات رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي بأنها "آخر المعارك الجانبية" وأن الهدف القادم هو صنعاء.
وشدد الكاتب على أن استغلال هذه الفرصة يتطلب أمراً واحداً، وهو "قيادة أو قائد لمعركة تحرير الشمال تنضوي تحته جهود المعركة، وبنفس الوقت يمتلك مفاتيح تُسهل المعركة في جغرافيا الشمال". وبرأيه، فإن "أكثر شخص مهيأ لذلك هو طارق صالح" لأسباب عدة.
وذكر من هذه الأسباب أن طارق صالح هو قائد الطرف الأقوى عسكرياً في قوى الشمال، وبحكم كونه ابن شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح، فهو يمتلك "قبولاً سياسياً واجتماعياً في الشمال"، وهو ما سيجعله مقبولاً دولياً أيضاً.
وأضاف أن علاقة طارق صالح القوية بالمجلس الانتقالي المسيطر على الجنوب "تمثل دفعة كبيرة للمعركة وإسنادها من الجنوب"، كما أنه "حليف للإمارات العربية المتحدة، الحليف الوفي في المعركة ضد الحوثي منذ 2015".
وتوقع الكاتب أن الاعتراض على طارق صالح قد يأتي من طرفين: الأول بعض قوى الشرعية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وثانياً السعودية بسبب "التنافس مع الإمارات على النفوذ في اليمن" مما قد لا يجعلها متحمسة لتصدر حليف للإمارات مشهد النصر. وأشار إلى أن تغيير موقف الطرف الأول قد يكون مرتبطاً بتغيير موقف الطرف الثاني.
وخلص عمار علي أحمد إلى أن الدور سيكون هنا على عاتق طارق صالح نفسه، في "قدرته على إحياء العلاقة التاريخية بين أسرة صالح والرياض، وإبراز قدرته على التوازن بين مصالحها ومصالح أبوظبي"، معرباً عن اعتقاده أن طارق صالح "قادر على ذلك".
واختتم تحليله بالقول: "ما دفعني لقول كل هذا هو اليقين بوجود فرصة حقيقية الآن لسحق الحوثي بأسهل التكاليف، بذات القدر الذي حصل مع الأسد في سوريا قبل عام".