آخر تحديث :الأحد-14 ديسمبر 2025-12:17ص
اخبار وتقارير

التحويل الأمني لمتحف محافظة إب: تدمير للتراث وبداية أزمة ثقافية في اليمن

التحويل الأمني لمتحف محافظة إب: تدمير للتراث وبداية أزمة ثقافية في اليمن
السبت - 13 ديسمبر 2025 - 05:17 م بتوقيت عدن
- إب، نافذة اليمن:

أفادت مصادر محلية في محافظة إب أن مليشيا الحوثي الإرهابية قامت بتأجير مبنى متحف المحافظة لأحد المقاولين، بدعوى تسوية مستحقات مالية متراكمة منذ سنوات، فيما لجأت إلى تخصيص جزء من مبنى المتحف كموقع أمني تابع لها.


وقالت المصادر إن الإجراء أثار انتقادات واسعة في الأوساط الثقافية والمحلية، واعتُبر مساسًا بأحد أبرز المعالم التاريخية في مدينة إب القديمة، وتقويضًا لجهود الحفاظ على الإرث الثقافي الغني للمحافظة.


وأوضحت المصادر أن المليشيا قامت بتخصيص غرفتين داخل المتحف ليتم استخدامها كموقع أمني، ما جعل إعادة افتتاح المتحف في الوقت الحالي أمرًا بالغ الصعوبة، في ظل الرفض المتكرر من قيادات الجماعة لإخلاء الموقع خلال السنوات الماضية، رغم المطالبات المتكررة من ناشطين وفاعلين ثقافيين.


ويُعد متحف محافظة إب من المواقع الأثرية والتاريخية الهامة في اليمن، حيث يحوي إرثًا ثقافيًا يمتد لقرون، ويشكل جزءًا من ذاكرة المجتمع اليمني في المنطقة الوسطى. إلا أن الوضع الراهن يعكس ما وصفه كثير من المهتمين بـ تراجع الاهتمام بالموروث التاريخي لصالح الأهداف الأمنية والعسكرية للمليشيا.


وكانت العديد من المواقع الأثرية في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا تعرضت في السنوات الماضية لعمليات نبش ونهب وتدمير من قبل عناصر وجماعات مرتبطة بها، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بمرافق ثقافية أخرى، ضمن ما يتهمه مراقبون بأنه مشروع ممنهج لطمس الهوية الثقافية والتاريخية للبلاد.


وأدى استحداث الموقع الأمني داخل مبنى المتحف إلى وقف أي جهود لإعادة تأهيله أو فتحه أمام الزوار والمهتمين، في حين يرى ناشطون أن تحويل المعالم التاريخية إلى مقرات أو مواقع عسكرية يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين المحلية والدولية المتعلقة بحماية التراث الثقافي.


وقالت مصادر في الساحة الثقافية إن القرار جاء بغطاء ادعاءات مالية، فيما تساءل كثير من المهتمين عن مصير المقتنيات الأثرية والقطع التاريخية التي كان المتحف يحتفظ بها، وما إذا كانت هذه القطع ما تزال في المكان أو تعرضت إلى أضرار أو تهريب.


واعتبر ناشطون أن تكرار مثل هذه الإجراءات في محافظات مختلفة يدل على نهج متصاعد من قبل المليشيا في التعامل مع المواقع التاريخية، مطالبين المنظمات الدولية والمعنية بالتراث الثقافي بالتدخل لحماية الأبنية والمواقع الأثرية التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية لليمن.


وتأتي هذه التطورات في ظل موجة متصاعدة من التدمير والنهب التي شهدتها المواقع الأثرية في اليمن منذ بداية النزاع، مما يفاقم من معاناة المجتمع الثقافي ويزيد من الخسائر في التراث الإنساني الذي يمثله اليمن عبر آلاف السنين.