رفع عضوا مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية طارق صالح، شعار توحيد المعركة ضمن مسار التحركات الوطنية الرامية لمواجهة الخطر الحوثي في شمال البلاد.
وجاء هذا التوجه خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه صالح بالزُبيدي، حيث اتفق الطرفان على أن استقرار الجنوب يمثل الركيزة الأساسية للانطلاق نحو تحرير ما تبقى من مناطق الشمال، وإزالة تهديد ميليشيا الحوثي الإرهابية والنفوذ الإيراني، مؤكدَين أن التنسيق والعمل المشترك هو قاعدة المرحلة الحالية وما يليها.
ويعكس هذا التوافق بين الزُبيدي وطارق موقف مختلف القوى الوطنية الفاعلة على الأرض، التي ترى أن معركة الخلاص من الحوثيين هي المعركة المركزية لليمنيين، وأن القدرات العسكرية والسياسية ستتوحد في جبهة واحدة مع القوى الوطنية المخلصة لتحقيق هدف استعادة الأرض وتطهيرها من مشروع الإمامة وصولًا إلى صنعاء وما يهدد الدين والعروبة والأمن القومي.
ويُشدّد الزُبيدي في لقاءاته على الشراكة المصيرية، وعلى أن تأمين الجنوب يمثل حجر الزاوية لأي معركة جادة لتحرير الشمال. وفي المقابل، يؤكد طارق صالح ضرورة توحيد جهود الصف الجمهوري لخوض المعركة الأساسية واستعادة صنعاء من قبضة الميليشيا الحوثية وإسقاط مشروعها الطائفي المدعوم من إيران.
ورغم هذا التقارب الدافع نحو توحيد المسار الوطني، أعلنت قوى الإخوان داخل الشرعية اليمنية رفضها لهذه الجهود، وحرّكت أدواتها لمواجهة خطوات المجلس الانتقالي الجنوبي في وادي حضرموت والمهرة، وهي التحركات التي أسهمت في تأمين الجبهة الشرقية وقطع خطوط إمداد الحوثيين بالأسلحة والمخدرات، إضافة إلى الحد من نشاط التنظيمات الإرهابية.
ويرى سياسيون أن هذه القوى اعتادت عدم التوجه لتحرير البلاد من ميليشيا الحوثي بقدر ما تسعى لفرض نفوذها على المحافظات الجنوبية، مؤكدين أنها أحد أبرز أسباب تأخر تحرير صنعاء رغم الدعم العسكري والمالي الكبير الذي قدّمه التحالف العربي منذ انطلاق “عاصفة الحزم” وحتى اليوم.