فند تحليل نشره القائد العام السابق لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، على حسابه في منصة اكس، لمستجدات الأحداث في اليمن، اسباب اصرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، على مواجهة الجنوب.
التحليل الذي رصده موقع "نافذة اليمن"، تطرق في بدايته إلى أولوية الدولة في ظل التطورات العسكرية الاخيرة المتمثلة بانتشار القوات الجنوبية في وادي حضرموت والمهرة بعد تطهيرها من القوات الموالية للاخوان والمتخادمة مع ميليشيا الحوثي الإرهابية.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي قد عبر عن رفضه لهذه التحركات عقب مغادرته واعضاء الحكومة للعاصمة عدن، وطالب بانسحاب القوات الجنوبية، على الرغم من تأكيدات المجلس الانتقالي الجنوبي المسؤول عن هذه القوات أن العملية تأتي في إطار التحضير لمعركة تحرير صنعاء من الحوثيين.
منطق الدولة بين الحوثي والجنوب:
وأشار التحليل الى أن منطق الدولة يفرض أن الأولوية يجب أن تكون لمواجهة الحوثي، وليس الجنوب، مؤكدًا ان أي انشغال بصراع جانبي يُعد خطأ استراتيجياً وله ثمن سياسي وعسكري.
التحليل برر رأيه بوضع مقارنة بين الحوثي والجنوب، وقال "الحوثي هو التهديد الوجودي ويسيطر على صنعاء ويملك سلاحًا باليستيًا وطائرات مسيّرة ومدعوم إقليميًا دعمًا كبيرًا ويهدد الأمن البحري، الإقليمي والدولي، وملفه يمثل خطرًا على الدولة اليمنية كاملة، وليس على طرف معين"، مؤكدا ان هذه المعطيات تجعل من الحوثي العدو المركزي لأي حكومة شرعية في اليمن".
وبشأن الجنوب، اوضح ان الجنوب ليس عدواً وجودياً بل طرف سياسي تاريخي وجزء من التحالف العربي ولديه قوات حقيقية على الأرض ويقاتل الحوثي في جبهات عديدة أكثر مما يقاتله البعض في الشمال، ويطالب بحق سياسي (مشروع دولة)، وليس انقلابًا مذهبيًا مسلحًا، وقال "إذن: التعامل مع الجنوب يجب أن يكون سياسياً، لا عسكرياً".
أسباب مواجهات العليمي والجنوب:
وتطرق التحليل إلى أسباب ظهور مواجهات بين العليمي والجنوب، والتي ارجعها الى كون العليمي جاء كرئيس "مجلس قيادة" وليس منتخبًا، ويمثل توازنات شمالية أكثر من تمثيله للتوازن الجنوبي، ويتعرض لضغوط من أحزاب كانت معادية للجنوب تاريخيًا، ويحاول إدارة المشهد دون خسارة شماليين يعتبرون الجنوب “ملفًا يجب كبحه”.
رغم ذلك يرى التحليل أن تحركات العليمي لا تغير حقائق على الارض منها ان الجنوب هو الأكثر استقرارًا، والأقوى عسكريًا ويسيطر على أهم الموارد والحدود والموانئ، معتبرا بهذا الصدد مواجهة الجنوب إضاعة للوقت والقوة.
لماذا لا يهاجم العليمي الحوثي؟:
وبشأن عدم ذهاب العليمي بكل قوته نحو الحوثي، ذكر التحليل ثلاثة أسباب رئيسية تشمل غياب القوة العسكرية في الشمال و80% من الجيش الشمالي تبخر عام 2015، فيما قوات مأرب وتعز منقسمة بين أحزاب.
واضاف ان النفوذ الحوثي متجذر داخل المجتمع الشمالي، وبعض الأطراف في الشمال لا تريد هزيمة الحوثي نهائياً لأن ذلك قد يعيد الجنوب دولة مستقلة، ويخرج أحزابًا من المشهد وينهي توازنات القبائل.
ولفت إلى أن هذه الأسباب بالإضافة إلى امتلاكه بعض النفوذ الإداري في عدن يجعل الجنوب هو المنطقة الوحيدة السهلة سياسيًا بالنسبة للعليمي.
النتيجة الاستراتيجية:
يرى التحليل أن النتيجة الاستراتيجية لأي مواجهة بين العليمي والجنوب تصب في مصلحة الحوثي 100% لأن الحوثي يقاتل جبهة واحدة والشرعية تضيع وقتها في صراعات داخلية.