أعاد الباحث في الآثار اليمنية عبدالله محسن تسليط الضوء على إحدى أهم القطع الفنية النادرة المنتمية لحضارة قتبان، بعدما كشف عن تمثال مرمري استثنائي يصوّر امرأة بارزة من مدينة تَمْنَع، ويعود تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، أي قبل نحو 2300 عام.
وأوضح محسن في منشور على حسابه بموقع فيس بوك، بأن التمثال صُنع من المرمر وزُيّن بإضافات برونزية دقيقة، وقد ورد ذكره في دراسات عدة لباحثين متخصصين، منهم كليفلاند ودي ميغريه، باعتباره قطعة فنية ذات أهمية استثنائية.
وبحسب ما أورده الباحث، فقد غادرت القطعة اليمن قبل عام 1970 باتجاه فرنسا، ثم انتقلت لاحقاً إلى سويسرا، قبل أن تُعرض في معرض "باد لندن" بساحة بيركلي خلال الفترة من 2 إلى 8 أكتوبر 2017، وهو المعرض الذي يُعد امتداداً لسلسلة معارض "باد باريس" الشهيرة التي انطلقت في تسعينيات القرن الماضي.
وقدمت مؤسسة "فينيكس للفن القديم" وصفاً دقيقاً للتمثال، مؤكدة أنه يُعدّ أكمل نموذج مرمري مكتشف من جنوب الجزيرة العربية، مع احتفاظه بسمات فريدة أبرزها الشعر البرونزي والمجوهرات الغنية بالتفاصيل.
ويُظهر التمثال امرأة تتزين بتاج وقلادة وأقراط وأساور على شكل أفعى، بينما تقف على قاعدة صغيرة وقدماها حافيتان، مرتدية ثوباً طويلاً بأكمام قصيرة. كما تتجلى ملامح الوجه بقدر عالٍ من الدقة؛ عينان كبيرتان مزخرفتان بمادة داكنة يُرجح أنها البيتومين، وحواجب رفيعة، وأنف مستقيم، وشفتان مشدودتان، فيما تتدلى خلف الرأس ضفيرة نحِتت بعناية.
ويعكس وضع الذراعين الممدودتين ونظرة الهدوء في الوجه هيئة تُشبه "الملكة العابدة"، في حين يظهر التباين بين دقة نحت الوجه وبساطة الجسم كتعبير واضح عن الأسلوب الفني السائد في اليمن القديم.
وتشير الدراسات إلى أن مثل هذه التماثيل، سواء لرجال أو نساء، كانت تُوضع قرب المدافن باعتبارها تمثيلاً لصاحب القبر، وهو ما تؤكده النقوش التي عُثر عليها في قواعد العديد منها.