تشهد محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي وسط البلاد، تراجعاً حاداً في مستويات المياه الجوفية، نتيجة الاستنزاف المتواصل للأحواض المائية وتوسع عمليات الحفر العشوائي، ما وضع الإمدادات المنزلية والزراعية أمام خطر متصاعد.
وتعد منطقة السحول أبرز المتضررين، حيث تحولت من واحدة من أهم مناطق الإنتاج الزراعي إلى منطقة مهددة بالجفاف، مع وجود أكثر من ألف ومائتي بئر ارتوازية مخالفة جرى حفرها خارج الإطار القانوني لخدمة زراعة القات، تحت حماية عناصر تابعة للحوثيين، بحسب مصادر ميدانية.
وتؤكد تقارير محلية أن جهات نافذة منتمية للميليشيا تسهم في مضاعفة الاستنزاف عبر منح تصاريح مخالفة أو تحصيل مبالغ مالية مقابل السماح بالحفر، في وقت تعاني فيه المحافظة من تراجع كبير في تغذية المياه الجوفية، ما ينذر بجفاف وشيك لعدد من الأحواض.
ويتزامن هذا النزيف المائي مع غياب مشاريع السدود والحواجز، إضافة إلى اندثار العديد من المنشآت المائية القديمة التي كانت تمثل مصدراً مهماً لتخزين مياه الأمطار. كما ساهمت ظاهرة البناء العشوائي فوق مناطق تغذية المياه الجوفية في منع تسرب المياه وإضعاف قدرة الأحواض على التجدد.
وأدت الأزمة إلى تراجع الإنتاج الزراعي وارتفاع تكاليف تشغيل الآبار، فيما اضطرت بعض الأسر للنزوح من مناطق جفّت فيها مصادر المياه، وسط مطالبة خبراء بوقف الحفر غير المرخص وتفعيل رقابة صارمة، إلى جانب الاستثمار العاجل في مشاريع حصاد المياه لحماية المحافظة من سيناريو الجفاف.