شهدت إحدى مدارس مديرية عيال سريح بمحافظة عمران شمال صنعاء، حادثة صادمة أثارت موجة استياء واسعة، بعد ان أقدم مدير مدرسة الشهيد صالح الرحبي، مهدي أحمد حسين الميموني التابع لمليشيا الحوثي، على إهانة طالب في الصف الثامن أمام زملائه خلال الطابور الصباحي، في تصرف وصفه تربويون بأنه "انتهاك فجّ للقيم التعليمية واعتداء نفسي على طفل داخل محيط مدرسته".
طلاب ومعلمين حضروا الواقعة، قالوا إن المدير استدعى الطالب عبيدة مجاهد راجح للمشاركة في الإذاعة المدرسية بدلاً عن زملائه المتغيبين، ليحوّل اللحظة التربوية إلى مشهد مؤلم.
واضافت المصادر، أنه عند صعود الطالب إلى المنصة، بدأ المدير بتوجيه أسئلة جارحة حول مهنة والده الدكتور مجاهد راجح، ثم أطلق عبارات مسيئة قائلاً أمام الجميع: "والدك جاسوس… متى سيصدر الحكم الأخير عليه؟"، في إشارة مباشرة إلى ملف اعتقال والده لدى مليشيات الحوثي.
الطفل، الذي حاول كتمان صدمته، لم يتمالك نفسه وغادر المنصة باكياً، حاملاً حقيبته في حالة انهيار نفسي، قبل أن يعود إلى منزله مرتبكاً ويرفض الطعام أو الحديث، كما أكدت أسرة الطالب التي أشارت إلى أن عبيدة أعرب عن رغبته في ترك الدراسة نتيجة الإحراج والضغط النفسي الذي تعرض له.
تربويون وصفوا ما حدث بأنه "إساءة تربوية جسيمة" تتعارض مع كل الأعراف المهنية، مؤكدين أن المدرسة يفترض أن تكون مساحة آمنة وداعمة للأطفال بعيداً عن الاستغلال السياسي أو الشخصي.
و شددوا على أن مثل هذه الانتهاكات قد تخلّف آثاراً نفسية طويلة الأمد، مثل القلق والخوف وتراجع الثقة بالنفس وتدهور الأداء الدراسي.
فيما حقوقيون اعتبروا الحادثة "قضية رأي عام مكتملة الأركان"، وطالبوا بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة مدير المدرسة، إلى جانب توفير دعم نفسي للطالب وإنهاء أي ممارسات تعسفية تستهدف الأطفال داخل المؤسسات التعليمية.
يشار إلى أن والد الطالب، الدكتور مجاهد راجح، أحد العاملين في مكتب الصحة، يندرج ضمن 17 مختطفاً أصدرت مليشيا الحوثي بحقهم قرارات إعدام خلال نوفمبر الماضي، بتهمة التخابر.