يشهد وادي حضرموت اليوم حدثًا استثنائيًا يترسّخ في الذاكرة الوطنية للجنوب، حيث تسير الخطى نحو الوحدة الجنوبية والتلاحم بخطى يملؤها الشوق، فتتفتح في الدروب ألوان الفرح وتنهض القلوب كأنها تعانق فجرًا جديدًا. لم يعد الحديث مجرد أخبار عابرة، بل واقع ملموس يتجلّى في الشوارع والسواحل، وفي نبض الناس الذي يختزن سنوات طويلة من التطلعات والآمال.
تزينت العاصمة عدن ببهجتها، وتفرد محافظات الجنوب أجنحتها احتفاءً بهذا التحول السياسي والميداني اللافت، في ظل انتصارات القوات المسلحة الجنوبية التي أعادت رسم مسار الأحداث وأكّدت حكمة القيادة السياسية، بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي. هذه الانتصارات لم تأتِ صدفة، بل كانت خلاصة رؤية واستراتيجية عمل دؤوبة صاغت مجدًا يليق بأرضٍ ولّادة بالشموخ والعزة.
تتردّد الهتافات في الأزقة والمربعات السكنية وعلى امتداد السواحل، وتلمع الرايات في الأفق كنبض لا يخبو، ما يعكس حالة إجماع وتفاعل شعبي غير مسبوق. اليوم يبدو الجنوب وكأنه قلب واحد يخفق بالولاء، ويحتضن انتصاراته كما تُحتَضَن الأحلام حين تتحقق.
الشارع الجنوبي، بكل شرائحه، يعيش لحظة مفعمة بالمعاني الوطنية؛ لحظة يختلط فيها الفخر بالأمل، وتتجسد خلالها وحدة الإرادة الجماعية نحو مستقبل أكثر استقرارًا وأمنًا. ومع هذه التطورات المتسارعة، تتجه الأنظار إلى حضرموت باعتبارها مفتاح المرحلة المقبلة ورافعة سياسية واقتصادية وأمنية ستسهم في تعزيز مسار الاستقرار وترسيخ مشروع السلام والتنمية في الجنوب.
إن هذا الحدث ليس مجرد عنوان في نشرات الأخبار، بل بداية لمرحلة جديدة يكتبها أبناء الجنوب بوعي، وثبات، وإصرار، نحو غدٍ يُراد له أن يكون أكثر إشراقًا وعدلاً وازدهارًا.