آخر تحديث :الخميس-04 ديسمبر 2025-10:35ص
اخبار وتقارير

طبيب في صنعاء يكشف حقيقة “الجني المنتقم” لدى شابة عشرينية عقب رفضها الزواج من شاب

طبيب في صنعاء يكشف حقيقة “الجني المنتقم” لدى شابة عشرينية عقب رفضها الزواج من شاب
الأربعاء - 03 ديسمبر 2025 - 12:12 ص بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

كشف الطبيب وهاج المقطري، في العاصمة صنعاء، مساء الاربعاء، عن حالة نفسية لفتاة عشرينية وصلت إلى عيادته وسط صراخ حاد وصوت رجولي غريب، ظنّت أسرتها أنه ناتج عن سحر أو جني يسيطر عليها، قبل أن يتبين أنها تعاني اضطرابًا نفسيًا معقّدًا مرتبطًا بصدمات طفولة.

وقال المقطري في منشور رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، إنه فوجئ بدخول رجل وامرأة يحملان فتاة في العشرين من عمرها وهي تصرخ وتشتم بصوت خشن “كأن رجل يتحدث من داخلها”، قبل أن تهدأ ويعود صوتها الطبيعي.

وأضاف أن خال الفتاة قال له: “الحمد لله أنه جتها الحالة عندك علشان تشوفها بعينك يا دكتور”، مؤكدًا أن العائلة رغم تعليمها كانت مقتنعة بأنها مسحورة بعد أن رفضت الفتاة شابًا “توعد بالانتقام”.

وأوضح المقطري أن الأسرة لجأت سابقًا لعدد من الشيوخ والرقاة دون نتيجة، كما تلقت علاجًا نفسيًا وشُخّصت حالتها على أنها فصام، لكن دون تحسن، ما دفعهم لطلب رأيه الطبي.

وأشار الطبيب إلى أنه بدأ باستقصاء تاريخ الفتاة ومرحلة طفولتها وفحوصاتها الطبية، بما في ذلك تخطيط الدماغ والرنين، ولاحظ خلال زيارتين منفصلتين أن الفتاة تُظهر “هويتين مختلفتين” حتى في نبرة الصوت، لكنه أكد أن الأمر لا يتعلق بالمسّ أو السحر، بل باضطراب تفارقي ضمن طيف الهوية المتبدلة (DID spectrum)، وهو اضطراب معروف في الطب النفسي العصبي.

وبيّن المقطري أن الفتاة كانت ضحية صدمات طفولة مبكرة وعنف أسري مستمر، إضافة إلى انفصال والديها بطريقة قاسية، ما دفع دماغها في طفولتها إلى آلية “الانفصال” للهروب من الألم وتخزين الصدمات في “مستودع داخلي مغلق”. وأضاف أن تلك الصدمات عادة ما تظهر بين سن 18 و25، مع اكتمال النضج النفسي وارتفاع الضغوط والعلاقات والمسؤوليات.

وأكد أن الصوت الرجولي الذي يخرج منها ليس سوى “هوية داخلية عنيفة” تشكّلت للدفاع عن نفسها من الألم الذي عاشته في طفولتها.

وفي ختام منشوره، قال المقطري إنه أوصى الأسرة بالتوجه إلى مركز طب نفسي لبدء علاج صدمات موجه وعلاج سلوكي يساعد على الدمج التدريجي للهويات، مشيرًا إلى أن الأسرة اقتنعت أخيرًا بالتفسير العلمي بعد “تحطيم الخرافة” التي سيطرت على تصوراتهم لسنوات.