آخر تحديث :الثلاثاء-02 ديسمبر 2025-06:42م
اخبار وتقارير

عاجل: بدء تأمين سيئون وسط فرار جنود المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت

عاجل: بدء تأمين سيئون وسط فرار جنود المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت
الثلاثاء - 02 ديسمبر 2025 - 04:35 م بتوقيت عدن
- المكلا، نافذة اليمن:

بدأت القوات الحضرمية المتواجدة في سيئون، عصر الثلاثاء، عملية واسعة لتأمين مدينة سيئون ومحيطها، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المنطقة العسكرية الأولى في المناطق الجبلية القريبة من المدينة، في مشهد يعكس التحوّل المتسارع في ميزان القوة بوادي حضرموت، الذي يشهد منذ سنوات مطالبات شعبية متنامية بإخراج القوات المحسوبة على جماعة الإخوان.


وقالت مصادر ميدانية وشهود عيان إن أرتالًا عسكرية تابعة للقوات الجنوبية تقدمت عبر طريق ساه باتجاه سيئون ووصلت إلى منطقة الردود، قبل أن تتعرض لقصف مباشر بالدبابات من قوات المنطقة العسكرية الأولى، ما أدى إلى تفجير مواجهات استمرت لساعات في تضاريس جبلية وعرة. وتزامن ذلك مع إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مختلف مناطق الوادي والصحراء في إطار خطة شاملة أعلنتها القوات الجنوبية لتأمين المنطقة.


وشهدت مناطق عدة في الوادي وصول دفعات جديدة من المدرعات والآليات العسكرية الجنوبية، وسط استقبال شعبي لافت من الأهالي الذين خرجوا إلى الطرقات لتحية القوات القادمة. ولاحظت مصادر محلية حالة ارتباك وانسحاب غير منظم لعناصر من قوات المنطقة العسكرية الأولى، خصوصًا من النقاط المكلفة بحماية مؤسسات حكومية في سيئون.


وفي تطور ميداني بارز، أعلن عدد كبير من أفراد "كتيبة الحضارم" انضمامهم رسميًا إلى صفوف القوات الجنوبية، مؤكدين أن قرارهم يأتي تماشيًا مع مسار توحيد الصف الجنوبي ورفضًا لاستمرار الفوضى الأمنية في الوادي. واعتبر مراقبون أن هذا الانضمام يعكس تغيرًا في المزاج العام داخل حضرموت، ويبعث رسالة واضحة بأن أبناء المحافظة باتوا أكثر اقترابًا من المشروع الجنوبي الذي يركز على بناء قوات محلية تتولى إدارة أمن مناطقها.


وبالتزامن مع التطورات المتسارعة، أعلنت غرفة العمليات والتنسيق المشترك التابعة لهيئة المجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت أنها أجرت اتصالات مباشرة وسريعة مع عدد من الإدارات الأمنية والمدنية الحيوية لتأمين المرافق العامة.


وأوضحت الغرفة أنه جرى التنسيق مع إدارة أمن سيئون لتأمين المجمع الحكومي بعد تأكيدات عن هروب الجنود الشماليين المكلّفين بحمايته، كما نسّقت مع إدارة البنك المركزي بسيئون لضمان استمرارية تأمينه من قبل الجنود المحليين. وأكد مدير مطار سيئون الدولي أن المطار مؤمّن بالكامل وفي "أيادٍ أمينة"، بينما أعلن مدير السجن العام أن عناصر الأمن هناك جميعهم من أبناء حضرموت وأنه سيجري استدعاء دعم إضافي عند الحاجة.


وتأتي هذه التطورات وسط تزايد المؤشرات على انهيار المنظومة العسكرية القديمة في وادي حضرموت، وتقدم القوات الجنوبية كقوة رئيسية تتولى مسؤولية حفظ الأمن وبسط السيطرة، ما يمهد لمرحلة جديدة قد تشهد إعادة هيكلة شاملة للمشهد الأمني والعسكري في أكبر محافظات اليمن مساحة وأغناها بالموارد.


ووفق تحليل نشرته مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، فإن وادي حضرموت بات يمثل "ساحة المعركة الأخيرة" لإنهاء آخر معاقل النفوذ الإخواني في الجنوب، مشيرًا إلى أن التحركات العسكرية في حضرموت والمهرة تمثل تحولًا إستراتيجيًا واسعًا يهدف إلى إحلال قوات محلية مكان القوات اليمنية القادمة من الشمال، وقطع طرق التهريب الإيرانية، وإنهاء حالة الانفلات التي ظلت قائمة منذ سنوات.


ويشير التحليل إلى أن ما يجري اليوم في سيئون ليس حدثًا عابرًا، بل محطة فاصلة في مسار طويل من الصراع السياسي والعسكري، قد يؤدي إلى طي صفحة المنطقة العسكرية الأولى نهائيًا في حضرموت، وفتح الباب أمام ترتيبات جديدة تعيد ترتيب خارطة النفوذ في الشرق اليمني.