شارك المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، خلال الأسبوع الجاري في أعمال "خلوة مسقط للوساطة" في سلطنة عُمان، حيث ناقش آخر التطورات السياسية في اليمن والمنطقة، وسط تصاعد التحديات التي تواجه جهود السلام وإحياء العملية التفاوضية المتعثرة.
وأكد غروندبرغ، عبر بيان نشره مكتبه الإعلامي على منصة إكس، أهمية استمرار الجهد الدولي والإقليمي وتوحيده لدعم مسار سياسي شامل يقود إلى إنهاء النزاع في اليمن واستعادة الاستقرار، مشددًا على أن اللحظة الراهنة تتطلب تنسيقًا أكبر بين الأطراف الداعمة للسلام.
وأعرب المبعوث الأممي عن تقديره لسلطنة عُمان لاحتضانها المستمر لمساحات الحوار ومبادرات الوساطة، معتبرًا أن توفير مناخ سياسي آمن ومحايد أمر حاسم في ظل ما وصفه بـ"الضغط المتزايد على جهود الوساطة".
وأضاف أن الوساطة المحايدة والموثوقة تمثل أحد أهم الأدوات التي يمكنها التعامل مع أعقد النزاعات، بما في ذلك الوضع في اليمن، مؤكدًا أن توفير الحماية السياسية والقانونية للوسطاء يسهم في تعزيز فرص نجاح المسار التفاوضي.
وعلى هامش مشاركته في الخلوة، عقد غروندبرغ سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من المسؤولين الإقليميين والدوليين، بينهم وزير خارجية عمان، وزير خارجية إيران، وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، وكذلك نائب وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني مصطفى نعمان، بالإضافة إلى لقاءات مع ممثلين عن الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية وشخصيات رفيعة في الحكومة.
واختتم المبعوث الأممي زيارته لمسقط عقب جولات من المشاورات التي شملت كبار المسؤولين العمانيين ومفاوضي جماعة الحوثي، وفي مقدمتهم كبير المفاوضين محمد عبدالسلام، ضمن جهود الأمم المتحدة لإعادة تفعيل مسار السلام المتوقف منذ أشهر.
وجدد غروندبرغ مطالبته بتهيئة بيئة مناسبة لبدء مفاوضات فعلية بين الأطراف اليمنية، داعيًا جماعة الحوثي إلى وقف التصعيد السياسي والأمني وإنهاء الإجراءات التي تعرقل جهود التهدئة.
كما دان احتجاز موظفين تابعين للأمم المتحدة في مناطق سيطرة الحوثيين، مطالبًا بالإفراج الفوري عنهم، ومحذرًا من أن استمرار هذه الانتهاكات يهدد العمل الإنساني ويقوض الثقة بمسار السلام.