كشف منشور للطبيب وهاج المقطري، المقيم في العاصمة صنعاء، اليوم الأربعاء، عن وفاة طفل نتيجة إهمال بسيط في بروتوكول العلاج الطبي عقب تعرضه لعضة كلب قبل 15 يومًا.
وقال المقطري في منشور تحذيري إن الطفل وصل إلى المستشفى في حالة حرجة ومتأخرة، بعدما نُقل من منطقة حوث عقب تدهور وضعه الصحي، رغم حصوله مسبقًا على لقاح ومصل داء الكلب عقب الإصابة.
وأشار إلى أن الخطأ لم يكن في توفير لقاح السعار، بل في عدم إعطاء الطفل مضاد التيتانوس، وهو ما سمح لبكتيريا الكلوستريديوم تيتاني الموجودة في لعاب الحيوانات، بالعمل بصمت حتى انتهت حياته بشكل مفاجئ ودون أن ينتبه أحد للخطر الحقيقي.
وأضاف الطبيب أن الاعتقاد السائد بأن عضة الكلب تعني حصريًا الإصابة بالسعار هو مفهوم طبي خاطئ وخطير، مؤكدًا أن لعاب الكلاب – وحتى القطط – قد يحمل هذه البكتيريا القاتلة التي تحتاج فقط إلى جرح مفتوح لتبدأ عملها داخل الجهاز العصبي، وغالبًا ما يكون المرض صامتًا حتى مراحله الأخيرة.
وأكد المقطري: "عند أي عضة حيوان، الإجراء الأساسي لا يقتصر على لقاح السعار، بل يجب تقييم الحاجة لمضاد التيتانوس فورًا، خاصة إذا كان الطفل غير مكتمل التطعيم أو كانت العضة عميقة أو في مناطق حساسة كالوجه والرأس".
واختتم الطبيب حديثه برسالة مؤلمة:"رحمة الله عليه، وعظم الله أجر والديه.. مؤلم ما حدث ونتمنى ألا يتكرر هذا المشهد مجددًا".
وتأتي هذه الحادثة لتعيد التذكير بخطورة الجهل بالإجراءات الطبية الصحيحة عند التعرض لعضات الحيوانات، خصوصًا في المناطق الريفية التي تفتقر للخدمات الصحية والتوعية اللازمة.