أصدر المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) تقريرًا مقلقًا حول الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في اليمن، مؤكّدًا أن النساء هنّ الأكثر تضررًا من النزاع المستمر منذ أكثر من عقد من الزمن، الذي ارتكبت فيه الغالبية العظمى من الانتهاكات جماعة الحوثي. وجاء ذلك بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة الموافق 25 نوفمبر من كل عام.
وقال المركز في بيانه إن النساء في اليمن يواجهن سلسلة من الانتهاكات الخطيرة، تشمل القتل، الاختطاف، التعذيب، العنف الجنسي، التشريد القسري، الحرمان من التعليم والرعاية الصحية، وانتهاك كرامتهن الأساسية. وأوضح التقرير أن جماعة الحوثي مسؤولة عن نحو 72٪ من الانتهاكات الموثقة ضد النساء وفق تقارير حقوقية سابقة، في حين تُحتجز مئات النساء في معتقلات سرية بظروف غير إنسانية.
وأشار التقرير إلى أن النزوح القسري يزيد من معاناة النساء، حيث يقدّر عدد النازحين داخليًا في اليمن بنحو 4.8 مليون شخص، 80٪ منهم من النساء والفتيات. كما باتت نحو 27٪ من الأسر النازحة تُعيلها نساء بعد فقدان المعيل أو انفصال الأسرة أثناء النزوح، ما يضعهن أمام مسؤوليات صعبة وظروف قاسية.
ولفت المركز إلى أن هذه الانتهاكات تمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW)، والإعلانات والعهود الدولية المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأكد التقرير استمرار تعرض النساء للعنف أثناء النزوح، والاستهداف أثناء الاحتجاز، وملاحقة بعضهن أمام محاكم تفتقر لأدنى معايير العدالة.
ودعا المركز المجتمع الدولي، ومنظمات الأمم المتحدة، إلى التدخل العاجل لحماية النساء في مناطق النزاع، والضغط على جميع الأطراف المنتهكة لحقوق النساء لوقف الانتهاكات، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية ضد مرتكبيها. كما طالب بإطلاق برامج دعم وحماية تتضمن الرعاية النفسية والطبية وإعادة إدماج الناجيات في المجتمع، وتعزيز مشاركة المرأة في عمليات السلام وإعادة الإعمار.
وتأتي هذه التوصيات في وقت تتزايد فيه الدعوات لوقف معاناة النساء اليمنيات، بعد سنوات من النزاع المسلح الذي فاقم من هشاشة المجتمع المدني وزاد من تعرض النساء لانتهاكات جسيمة على كافة الأصعدة.