أعلن نشطاء ومغتربون من الجالية اليمنية في الولايات المتحدة أن أربع شخصيات يمنية ـ أمريكية تم تعيينهن ضمن فريق الانتقال الذي شكّله زهران ممداني، عمدة نيويورك المنتخب مؤخرًا، استعدادًا للمرحلة القادمة قبل تسلم مهام إدارته في مطلع العام المقبل.
ووفق ما تناقلته منصات الجالية والمغتربين، فإن التعيينات شملت:
الدكتورة دبيي المنتصر في فريق سياسة الهجرة وعدالة المهاجرين.
رجل الأعمال أحمد الشامي في لجنة الشؤون الأمنية.
رجل الأعمال يوسف مبارز في فريق سياسة المتاجر والأعمال الصغيرة.
الناشطة المجتمعية سمية الرميم ضمن اللجان الداعمة لعملية الانتقال وصياغة السياسات.
ويأتي هذا التمثيل اليمني ضمن ما يُعرَف بـ سبعة عشر لجنة متخصصة أُعلن عنها لتأسيس السياسات والإعداد التنفيذي لإدارة ممداني خلال مئة يوم الأولى، ما يعكس — بحسب داعمي التعيينات — تصاعد حضور الجالية اليمنية-الأمريكية في دوائر القرار المحلي بنيويورك، رغم حداثة سن بعضهم وأصولهم المهاجرة.
ويرى مراقبون أن هذا التمثيل يُعد إشارة رمزية مهمة لقوة الجالية اليمنية وتنامي تأثيرها داخل المجتمعات المدنية في الولايات المتحدة. فمن جهة، يمكن أن يتيح للمهاجرين اليمنيين فرصة أكبر للتأثير على سياسات الهجرة واللجوء والاندماج الاجتماعي، وهو ما قد ينعكس على مئات آلاف اليمنيين والعرب المقيمين في نيويورك.
ومن جهة أخرى، يُنظر إلى مشاركة رجال أعمال يمنيين في لجان تتعامل مع الشؤون الأمنية والأعمال الصغيرة على أنها فرصة لتعزيز تجارة الجالية وربط الاقتصاد اليمني الأمريكي بمشاريع محلية في نيويورك، وبالتالي توسيع شبكة النفوذ الاقتصادي للمغتربين.
حزب الديمقراطي الأمريكي-الحزب الاشتراكي الديمقراطي الأمريكي زهران ممداني (34 عاماً) فاز مؤخرًا بمنصب عمدة نيويورك، ليصبح أول مسلم، وأول اشتراكي ديمقراطي صريح يقود المدينة، وفق ما ذكرت تقارير صحفية محلية ودولية.
وقد أعلن ممداني عن تشكيل فريق انتقال يضم 17 لجنة متخصصة لإعداد سياسات إدارية وتنفيذية خلال المئة يوم الأولى من إدارته، من بينهم لجان مختصة بقضايا مثل الهجرة، الأمن، الاقتصاد، الأعمال الصغيرة، الخدمات العامة، وغيرها.
رغم الترحيب الواسع من الجالية اليمنية، يشير محللون إلى أن هذا التمثيل يضع مسؤولية كبيرة على الأفراد المعينين، لا سيما في قضايا حساسة مثل الهجرة والأمن والإدماج في مجتمع متعدد الأعراق والثقافات مثل نيويورك.
كما أن بعض سياسات ممداني الانتخابية — مثل خفض الإيجارات أو إنشاء متاجر مملوكة للمدينة — قد تواجه مقاومة من جماعات ضغط اقتصادي وعقاري داخل المدينة، خصوصًا من أصحاب رؤوس الأموال الذين تعوّدوا على التأثير في سوق الإسكان والإيجارات.
من جهة الجالية اليمنية، فإن هذه التعيينات تمثّل فرصة للتأكيد على التعددية والاندماج، وتوسيع المجال لأبناء الجالية للعب دور في صياغة السياسات التي تؤثر على حياتهم اليومية، لا سيما في مجالات الهجرة والعمل والحماية الاجتماعية.
وتمثل مشاركة يمنيين-أمريكيين ضمن فريق الانتقال لعمدة نيويورك إشارة مهمة إلى تغيّر موازين القوى داخل المجتمع المدني والهجرة في الولايات المتحدة، وتعكس صعود حضور الجاليات العربية في مراكز القرار المحلي. تبقى التحديات كبيرة، لكن الخطوة — رغم رمزيّتها — تفتح آفاقًا جديدة للمشاركة السياسية والاقتصادية، وتضع مسؤوليات كبيرة أمام المعنيين لتجاوز الانقسامات وتحقيق مكتسبات فعلية.