خرج يوم الأحد، العشرات من أصحاب البسطات في مدينة تعز في مظاهرة حاشدة احتجاجًا على إزالة بسطاتهم خلال الأيام الماضية، مطالبين بتوفير أسواق بديلة تكفل لهم مصدر رزق مستقر وتحمي الفئات الفقيرة.
وتجمع المحتجون في شارع جمال الرئيسي، مردّدين هتافات تطالب السلطة المحلية بإيجاد حلول عاجلة لأوضاعهم المعيشية، مؤكدين أن الإزالة بدون بدائل تمثل ظلمًا جائرًا يترك آلاف الأسر بلا مصدر دخل.
وأوضح المتظاهرون أنهم يدعمون جهود تنظيم المدينة والقضاء على العشوائيات، لكنهم شددوا على ضرورة وجود خطط بديلة، مثل فتح أسواق شعبية جديدة أو تخصيص مواقع آمنة للبيع، حتى لا يتحول تنظيم الطرق إلى مأساة اجتماعية للكادحين.
وتتصاعد حدة الجدل في تعز حول حملات إزالة البسطات، وسط تضارب واضح بين قرارات سلطة المحافظة وتصريحات مدير عام مديرية المظفر، محمد الكدهي. فبينما شددت السلطات على مصادرة البسطات التي تعيق حركة المشاة وتشوه المشهد العام، يبقى مشروع الأسواق البديلة الثلاثة مجرد وعود إعلامية لم تُنفذ على الأرض، ما أثار استياء واسعًا بين الباعة والمواطنين.
ورصدت "نافذة اليمن" ردود فعل الشارع، حيث أكدت السلطة أن الحملة تأتي استجابة لشكاوى التجار والمواطنين المتضررين من الفوضى في الأسواق، وخاصة سوق عصيفرة الأعلى (سوق الوليد).
ويرى بعض المواطنين أن الحملة ضرورية للحفاظ على النظام، حيث قال أحدهم:"الشوارع لم تعد تحتمل الفوضى والعشوائية، وأصبح المشاة بالكاد يجدون طريقهم. هذه الإجراءات قد تعيد شيئًا من التنظيم للمدينة".
وفي المقابل، أكد الناشط عبدالله، متطوع في منظمات المجتمع المدني، أن الشارع أصبح مرتعًا للشباب المستهتر، مشيرًا إلى تحرش لفظي ببعض الفتيات، معتبرًا أن الحملة خطوة إيجابية لاستعادة النظام، ولاقت ارتياحًا بين المواطنين والمؤسسات الأهلية.
لكن المشكلة الحقيقية، بحسب الباعة والمواطنين، تكمن في غياب بدائل حقيقية، حيث لم ينفذ مشروع الأسواق البديلة رغم الحاجة الملحة إليه. وقال المواطن حسين علي: "يجب إخطار أصحاب البسطات قبل الإزالة، فالملابس والمواد الغذائية تُباع بأسعار منخفضة في البسطات، وهي متنفس للفقراء. إذا كان السبب الزحمة، يمكن إيجاد أسواق بديلة قبل ترحيلهم".
وأشار الحاج عبد المجيد إلى أن أصحاب البسطات هم من المحتاجين، مطالبًا السلطة بمتابعة الجريمة الفعلية بدلًا من قطع أرزاق الكادحين، فيما قال أحد الباعة: "نسمع عن السوق الشعبي البديل منذ سنوات، لكنه لا يزال مجرد حبر على ورق. إذا كانت هناك جدية في تنظيم الأسواق، فليتم تخصيص مكان بديل لنا بدلًا من تركنا لمصادرة البسطات".
وأضاف آخر:"لا يمكن استمرار هذه الحملات دون حلول واضحة وتشاركية بين السلطة ونقابة البساطين، ويجب تنفيذ وعود الأسواق البديلة بدلًا من الاكتفاء بالتصريحات المتكررة".
ويظل ملف البسطات في تعز معلقًا بين قرارات المصادرة ووعود الكدهي الوهمية، ليكون المواطن والباعة هم الخاسر الأكبر في معركة تنظيم لم تُحسم بعد، وسط تساؤل: هل ستشهد المدينة قريبًا حلًا جذريًا أم سيبقى الجدل مستمرًا بلا نهاية؟