تتصاعد حدة الجدل في مدينة تعز حول ملف حملات إزالة البسطات العشوائية، وسط تضارب واضح بين قرارات سلطة المحافظة وتصريحات مدير عام مديرية المظفر، محمد الكدهي. فبينما شددت سلطات تعز على مصادرة البسطات التي تعيق حركة المشاة وتشوه المشهد العام، يبقى مشروع الأسواق البديلة الثلاثة، الذي أعلن عنه الكدهي، مجرد وعود إعلامية لم تُترجم على الأرض، ما أثار استياء واسعًا بين الباعة والمواطنين.
ورصدت "نافذة اليمن" ردود فعل الشارع التعزي، حيث أكدت السلطة أن الحملة تأتي استجابة لشكاوى المواطنين والتجار المتضررين من الفوضى في الأسواق، وخاصة شارع عصيفرة الأعلى (سوق الوليد).
يرى بعض المواطنين أن الحملة ضرورية للحفاظ على النظام، حيث قال أحدهم: "الشوارع لم تعد تحتمل الفوضى والعشوائية، وأصبح المشاة بالكاد يجدون طريقهم. هذه الإجراءات قد تعيد شيئًا من التنظيم للمدينة".
في المقابل، أكد الناشط عبدالله، متطوع في منظمات مجتمع مدني، أن شارع عصيفرة الأعلى أصبح مرتعًا للشباب المستهتر، مشيرًا إلى أن بعضهم يقوم بالتحرش اللفظي بالفتيات، ما يجعل حملة إزالة البسطات خطوة إيجابية لعودة النظام، ويضيف أن الحملة لاقت ارتياحًا بين المواطنين والمؤسسات الأهلية.
لكن المشكلة الحقيقية بحسب الباعة والمواطنين، تكمن في غياب بدائل حقيقية، حيث لم ينفذ مشروع الأسواق البديلة رغم الحاجة الملحة إليه. وقال المواطن حسين علي: "يجب إخطار أصحاب البسطات قبل الإزالة، فالملابس والمواد الغذائية تُباع بأسعار منخفضة في البسطات، وهي متنفس للفقراء. إذا كان السبب الزحمة، يمكن إيجاد أسواق بديلة قبل ترحيلهم".
وأعرب الحاج عبد المجيد عن رفضه لطريقة الحملة، مؤكدًا أن أصحاب البسطات هم من الناس المحتاجين، وأن من الأولى للسلطة متابعة القتلة والمجرمين بدلًا من قطع أرزاق الكادحين.
من جانبه، قال أحد الباعة: "نسمع عن السوق الشعبي البديل منذ سنوات، لكنه لا يزال مجرد حبر على ورق. إذا كانت هناك جدية في تنظيم الأسواق، فليتم تخصيص مكان بديل لنا بدلًا من تركنا لمصادرة البسطات". وأضاف آخر: "لا يمكن استمرار هذه الحملات دون حلول واضحة وتشاركية بين السلطة ونقابة البساطين، ويجب تنفيذ وعود الأسواق البديلة بدلًا من الاكتفاء بالتصريحات المتكررة".
وفي الوقت الذي يواجه فيه الشارع التعزي حملة المصادرة، انتقد ناشطون تصريحات الكدهي، معتبرين أنها تصادر عرق وجهد الكادحين، مطالبين بتنظيم الأسواق وتأمين بدائل للباعة المتجولين.
وبين شد وجذب، يبقى ملف البسطات في تعز معلقًا بين قرارات المصادرة ووعود الكدهي الوهمية، ليظل المواطن والباعة هم الخاسر الأكبر في معركة تنظيم لم تُحسم بعد. فهل سيشهد الملف قريبًا حلاً جذريًا، أم سيبقى الجدل مستمرًا بلا نهاية؟