آخر تحديث :السبت-22 نوفمبر 2025-12:15م
اخبار وتقارير

طريق الكدحة يفتح موسم العسل الفاخر في المخا.. والنحالون: وجدنا الأمان بعد معاناة الحرب

طريق الكدحة يفتح موسم العسل الفاخر في المخا.. والنحالون: وجدنا الأمان بعد معاناة الحرب
الجمعة - 21 نوفمبر 2025 - 11:32 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - عدن

مع أولى أيام أكتوبر، تتحول عزلة "الجمعة" شرق مديرية المخا إلى عاصمة موسمية لعسل "السدر" اليمني الفاخر، حيث تتوافد قوافل النحالين من مختلف المحافظات، حاملين خلاياهم بحثًا عن "الذهب السائل" في أحد أغنى المراعي الطبيعية.

و وسط الطبيعة الخلابة في منطقة "الحدقة"، ينصب النحال نصيب علي سعيد، القادم من مديرية المعافر بتعز، خلاياه بين أشجار "السدر" و"السلام" التي تكتسي بها المنطقة، معلنًا بدء رحلة عطاء جديدة لإنتاج أحد أجود أنواع العسل في اليمن.

ويروي سعيد قصة التحول الكبير في رحلته السنوية: "كان الوصول إلى هذه المناطق قبل سنوات مغامرة محفوفة بالمخاطر. اليوم، طريق الكدحة ليس مجرد أسفلت، بل هو شريان حياة أبواب الأمان أمامنا، وجعل رحلتنا إلى مراعي المخا الخصبة ممكنة".

و تشكل أشجار السدر الكثيفة في المنطقة لوحة طبيعية آسرة، وواحة غنية برحيق العسل، تمد النحل بما يحتاجه لإنتاج "عسل العلْب" الشهير، الذي يمثل للكثيرين مصدر الدخل والعيش الكريم، في ظل ظروف بالغة الصعوبة.

ورغم غياب الدعم وتبعات الحرب، يواصل هؤلاء الرواد رحلتهم الشاقة بين المحافظات، حيث أصبحت المناطق الآمنة في ريف المخا ومدينتها نقطة جذب للنحالين واليمنيين الباحثين عن الاستقرار والفرص.

من بين هؤلاء، النحال المخضرم أحمد قايد، الذي قضى نصف قرن في مهنته، والذي قدم من جبل حبشي إلى "الحدقة" على أمل أن يمنحه الموسم الحالي خيرًا وفيرًا.

لكن شهادته تكشف جانبًا مظلمًا من المعاناة: "كنا نرتحل بحرية قبل الحرب إلى ريمة وزبيد وتهامة واليوم، تحولت أراضينا إلى حقول ألغام بفعل مليشيا الحوثي، وهذا أكبر عائق يدمر مهنتنا".

ويضيف بقسوة: "خسرت خمسين خلية نحل أثناء سيطرة المليشيات على الكدحة. نحن نكافح في صمت، ومعاناتنا لا تجد من يسمعها".


المصدر: وكالة 2 ديسمبر