شهدت مديرية دمت الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي في محافظة الضالع، مساء امسالاثنين، توترًا غير مسبوق وانفجارًا للخلافات الداخلية بين أجنحة الجماعة المسلحة، عقب قيام عناصر حوثية تنتمي إلى محافظتي صعدة وعمران بإطلاق النار بشكل مباشر على سيارة أحد أبناء المنطقة دون مبرر.
وبحسب مصادر محلية، فقد تعرض المواطن هاني السقلدي، أحد أبناء مدينة العود التابعة لمديرية دمت، لإطلاق نار كثيف من قبل عناصر حوثية في إحدى نقاط التفتيش أثناء عودته مع زوجته وأطفاله من مديرية مريس إلى مدينة دمت، الأمر الذي كاد يتحول إلى مجزرة لولا تدخل الصدفة وسلامة القدر.
وأضافت المصادر أن الحادثة تسببت بموجة غضب عارمة وسط المتحوثين من أبناء المنطقة، الذين اعتبروا ما حدث “إهانة واستهدافًا مباشرًا لهم من قبل العناصر القادمة من صعدة وعمران”، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين الطرفين استمرت لساعات.
وأفادت المعلومات أن أبناء المنطقة الموالين للحوثيين بقيادة المدعو أبو تراب الشليلي تحركوا بشكل غير مسبوق لطرد العناصر القادمة من خارج المحافظة، وأجبروهم على الانسحاب من عدد من النقاط الأمنية جنوب دمت بعد مواجهات عنيفة.
وتشير المصادر إلى أن هذه هي أول مرة يشهد فيها الشارع المحلي انقسامًا حادًا بين “المتحوثين المحليين” ومسلحي الحوثي من المحافظات الشمالية، حيث تصاعد التوتر وتحول إلى حالة صراع مفتوح على النفوذ والسيطرة.
ولا تزال الأوضاع حتى لحظة كتابة هذا الخبر متوترة للغاية، وسط انتشار واسع للمسلحين، وترقب لمآلات المواجهة التي قد تتطور إلى صدام أكبر يعكس هشاشة السيطرة الحوثية وتفاقم الصراع الداخلي داخل صفوف الجماعة.