كشف تقرير حديث عن استعادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لنشاطه العسكري من خلال ما يُعرف محلياً بـ"مثلث الموت" الممتد بين محافظات شبوة وأبين والبيضاء، في وقت تتزايد فيه التقارير عن تعاون مريب بين التنظيم والمليشيات الحوثية.
ونقل تقرير العين الإخبارية، عن مصادر أمنية، قولها إن عناصر التنظيم يتجولون بحرية تحت أنظار المليشيات الحوثية وينصبون حواجز تفتيش على بعد أمتار فقط من مواقعها، في مؤشر على تواطؤ واضح بين الطرفين.
معاقل رئيسية
ويبرز الوجود الإرهابي في منطقتين رئيسيتين ضمن شبوة: بلدة "خورة" بمديرية مرخا السفلى، حيث يسيطر التنظيم على معسكر "امعزيفة" في مناطق نائية محاذية للمواقع الحوثية، وبلدة "المصينعة" في مديرية الصعيد المتاخمة لجبال الكور الوعرة الممتدة إلى محافظة أبين.
وشهدت خورة مؤخراً ضربات أمريكية استهدفت مخزناً للأسلحة وورشة لتصنيع العبوات الناسفة في التاسع من نوفمبر الجاري، بينما قضت القوات الجنوبية على أمير التنظيم في المصينعة أواخر يوليو الماضي.
انطلاق الهجمات
ورجّح مصدر عسكري أن تكون المصينعة وجبال الكور نقطة انطلاق الهجوم الإرهابي الكبير الذي استهدف المجمع الحكومي في مديرية المحفد بأبين في أكتوبر الماضي، باستخدام سيارتين مفخختين و8 عناصر انتحارية.
تحول إلى خلايا نائمة
وفي أبين، لم يعد التنظيم يحتفظ بمعاقل واضحة، لكن مصادر محلية أكدت تحوله إلى خلايا نائمة تنتشر في مديريات مودية وجيشان والوضيع والمحفد، مع اعتماد على طرق جبلية للوصول إلى معاقله السابقة في وادي عومران ووادي رفض.
تحالف مريب
وتعزز هذه المعلومات تقارير أممية تشير إلى تزايد التعاون بين الحوثيين والتنظيم، حيث يشمل هذا التعاون تدريب عناصر القاعدة وتقديم العلاج الطبي لهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ويبدو أن اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الطرفين لا يزال ساري المفعول، خاصة بعد تبادل الأسرى بينهما في 31 مارس الماضي، في مؤشر على تحالف استراتيجي يهدف إلى إحكام السيطرة على مناطق اليمن عبر عقد تحالفات تخدم مصالح الطرفين.