تشهد محافظة تعز أزمة مائية غير مسبوقة مع استمرار جفاف وادي الضباب - المصدر التاريخي للمياه غربي المدينة - لأكثر من تسعة أشهر متواصلة، في مؤشر خطير على تدهور الوضع المائي بالمحافظة.
وكان الوادي المعروف بغزارة مياهه وجريانه المستمر طوال السنوات الماضية، قد تحول إلى مجرى جاف، مما أثر بشكل مباشر على الزراعة في المنطقة التي تعتمد على مياهه في ري محاصيل الخضروات والذرة.
وقال المزارع عبد الكريم عبدالله في تقرير محلي إن "المنطقة لم تعرف مثل هذا الجفاف من قبل"، مشيراً إلى أن الأمطار الأخيرة لم تكن كافية لإعادة الحياة إلى الوادي أو رفع منسوب الآبار الجوفية المنخفضة.
وتتفاقم الأزمة في ظل تدهور مصادر المياه الأخرى، حيث تواجه آبار المدينة نضوباً تدريجياً، فيما تتحكم مليشيات الحوثي بأحواض المياه في منطقة الحوبان شرقي المدينة، مما عمق من معاناة السكان.
وشهدت تعز خلال العامين الماضيين أسوأ أزمة مائية في تاريخها، وصلت ذروتها بين مايو وأغسطس 2025 بانعدام شبه كامل لمياه الشرب، ورغم تحسن طفيف مؤقت، فإن الوضع عاد للتدهور مع توقف الأمطار مؤخراً.
وكشفت المعاناة اليومية للمواطنين عن أرقام صادمة، حيث ارتفع سعر صهريج المياه سعة 6000 لتر إلى 180 ألف ريال، فيما وصل سعر الخزان سعة 1500 لتر إلى 45 ألف ريال، مما جعل الحصول على المياه نقمة يومية للآلاف من الأسر.
ويؤكد مختصون في الموارد المائية أن كميات الأمطار الأخيرة لم تكن كافية لتعويض آثار الجفاف، داعين إلى حلول جذرية أبرزها استكمال مشروع مياه الشيخ زايد كمشروع مستدام يمكن أن ينقذ المدينة من موجة الجفاف القاسية التي تهددها.