اتهم الصحفي والموجه التربوي إبراهيم الحصيني السلطات المحلية في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز، بممارسة الاستهداف الوظيفي الممنهج ضده، على خلفية نشاطه الإعلامي وانتقاده للفساد داخل المديرية، في واقعة أثارت جدلاً واسعًا حول مستوى حرية الصحافة والتعبير في مناطق سيطرة الحكومة.
وقال الحصيني في تصريحات نشرها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، إن مدير عام المديرية عبدالعزيز الشيباني يقود حملة ممنهجة ضده، وصلت إلى حد الخصم من راتبه دون أي مسوّغات قانونية للشهر الثاني على التوالي.
وأوضح أن الخصميات الأخيرة بلغت أكثر من 50% من راتبه لشهر أغسطس، بينما تم استقطاع 25% من راتبه في شهر يوليو، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تأتي رغم التزامه الكامل بمهامه كموظف رسمي ووجود قرار إداري يثبت عمله في الميدان منذ أكثر من 15 عامًا، إضافة إلى خط سير صادر من مكتب التربية والتعليم بالمحافظة.
وأشار الحصيني إلى أن الاستهداف لم يقتصر على الخصميات المالية، بل امتد إلى ضغوط ومحاولات لإيقافه عن العمل، وصلت حدّ إقحام محافظ المحافظة في قضية تربوية فنية مرتبطة بتكليف رسمي مُنح له من مكتب التربية، وهو ما اعتبره محاولة لإضفاء الطابع السياسي على ملف إداري بحت.
ويرى ناشطون وإعلاميون أن ما يتعرض له الحصيني يُعد سابقة خطيرة في التعامل مع الصحفيين والموظفين الذين يكشفون ملفات فساد، ويؤكدون أن الإجراءات ضده تُظهر "محاولة إسكات الأصوات الرقابية بدل إصلاح الاختلالات الإدارية".
مراقبون اعتبروا أن ما يحدث يعكس واقع متكرر في بعض مؤسسات الدولة، حيث يتم تسخير السلطة والنفوذ لتصفية الحسابات الشخصية مع الناشطين والإعلاميين ممن ينتقدون الاختلالات القائمة.
وقال أحد المتابعين للملف: "ما يتعرض له الحصيني ليس خلافًا إداريًا، بل محاولة ممنهجة لكسر صوت كشف الفساد، وتحويل الوظيفة العامة من مسؤولية لخدمة المجتمع إلى سلاح لتهديد المخالفين".