آخر تحديث :الإثنين-17 نوفمبر 2025-11:30م
اخبار وتقارير

غضب شعبي في تعز ودعوات واسعة لإيقاف فوضى القات وإغلاق دكاكينه الليلية داخل الأحياء

غضب شعبي في تعز ودعوات واسعة لإيقاف فوضى القات وإغلاق دكاكينه الليلية داخل الأحياء
الإثنين - 17 نوفمبر 2025 - 08:38 م بتوقيت عدن
- تعز - نافذة اليمن - محرم الحاج

تشهد مدينة تعز موجة غضب شعبي متصاعدة تطالب بوضع حد لما وصفه مواطنون بـ"الانتشار العشوائي والفوضوي" لدكاكين القات داخل الأحياء السكنية، ومنع تعاطيه في الشوارع والحدائق ليلًا، وسط مطالبات واضحة للسلطات المحلية والأجهزة الأمنية بالتدخل العاجل وفرض تنظيمات صارمة.

وطالب ناشطون ومواطنون الجهات المختصة بإغلاق أسواق القات بعد التاسعة مساءً، وحصر بيعه داخل أسواقه الرسمية فقط، مع منع فتح محلات جديدة في الشوارع الداخلية وأحياء المدينة، مؤكدين أن الوضع الحالي تسبب بانتشار الفوضى المرورية، وازدحام الشوارع، وارتفاع مستويات الإزعاج الليلي للسكان.

وفي استطلاع رأي أُجري صباح اليوم حول مستقبل بيع وتعاطي القات داخل مدينة تعز، جاءت النتائج شبه حاسمة؛ حيث صوّت 94% لصالح قرار يُلزم بمنع البيع بعد الساعة التاسعة مساءً وحصره في الأسواق الرسمية، فيما قال 6% إن الحل الأمثل يكمن في إخراج أسواق القات بالكامل من داخل المدينة إلى أطرافها.

وأجمع المستطلعون بنسبة 100% على ضرورة منع تعاطيه ليلًا في الشوارع والحدائق ومداخل الحارات، باعتبار ذلك سببًا مباشرًا للفوضى والمشاكل الأمنية وظاهرة تتعارض مع خصوصية الأحياء السكنية.

مواطنون عبروا عن سخطهم من تحول بيع القات إلى نشاط غير منظم يزحف يومًا بعد يوم نحو قلب الأحياء السكنية.

وقال أحدهم: "نريد قرارًا واضحًا: حصر بيع القات داخل أسواقه فقط. لقد تحولت الدكاكين إلى طحالب تتكاثر بشكل عشوائي، وكل شارع اليوم فيه بائع جديد".

وأضاف آخر مستغربًا:"من المستحيل أن تجد مخبزًا مفتوحًا بعد التاسعة لشراء الخبز، لكن أسواق القات مشرعة كأنها ضرورة وطنية! هذا مسار غير معقول".

مواطن ثالث عبّر بحدة عن صدمته من تغيّر المشهد الاجتماعي في المدينة، موضحًا أن بعض دكاكين القات باتت تستخدم واجهات مضيئة وديكورات ملفتة، بل وتستهدف النساء كزبائن ليلًا — وهو أمر لم يكن مألوفًا في تعز سابقًا.

وقال:"ما نراه اليوم ظاهرة غريبة ودخيلة على المدينة، لم نعتدها، وأخشى أن تصبح جزءًا من واقع الأجيال القادمة إن لم يُوضع حد لها الآن".

وبحسب المهتمين، فإن جلسات القات الليلية في الأماكن العامة تشكل مناطق خصبة للمشادات والمشاجرات، وربما لاستغلالها في أنشطة غير قانونية مثل المخدرات أو السرقة، نتيجة تأثيرات المواد المنبهة في القات التي قد تزيد التوتر والعدوانية لدى بعض المتعاطين.

كما اشتكى سكان من الضوضاء التي تمتد حتى الفجر، ما يؤثر على الأطفال وكبار السن، مشددين على أن احترام حياة وخصوصية المواطنين مسؤولية قانونية وأخلاقية يجب تطبيقها.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه المواطنون تحركًا رسميًا واضحًا، تتزايد القناعة بأن تعز التي كانت رمزًا للنظام والتحضر، أصبحت اليوم أسيرة فوضى القات وانتشاره غير المنظم، بينما يبقى القانون غائبًا، ويُطبق — كما وصف البعض — على الأضعف فقط دون معالجة أصل المشكلة.

المواطنون يقولون: الوقت حان لاتخاذ قرار شجاع.. قبل أن يتحول الاستنكار إلى قبول، والفوضى إلى جزء ثابت من هوية المدينة.