تعكس مأساة الأستاذ محمد مارش السلمي حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها المعتقلون في سجون صنعاء، وسط صمت رسمي وتجاهل لحقوق الإنسان الأساسية. فبعد أسبوعين من دخوله في غيبوبة مستمرة، تعيش أسرته وأصدقاؤه حالة من القلق العميق والخوف على حياته، في وقت ترفض فيه المليشيا الإفصاح عن وضعه الصحي أو السماح لأي جهة مستقلة بالاطلاع على حالته.
وأفادت مصادر مقربة من السلمي بأن حالته الصحية تدهورت بشكل حاد، حيث دخل في غيبوبة دائمة منذ أسبوعين، دون أي توضيح من إدارة السجن حول طبيعة حالته أو الأسباب الطبية وراء تدهورها. وشددت شقيقته في تصريحات صحفية على أنّ الأسرة لا تملك أي معلومات مؤكدة عن وضعه، مناشدة المنظمات المحلية والدولية التدخل العاجل لإنقاذ حياته.
وكانت منظمة رصد للحقوق والحريات قد أوضحت مطلع نوفمبر الجاري أن السلمي، المحتجز في سجن الأمن السياسي التابع لسلطة الحوثي بمدينة إب، نُقل إلى أحد المستشفيات بعد تدهور حالته ودخوله في غيبوبة للمرة الثالثة خلال أسبوعين.
ويُذكر أن السلمي شغل سابقًا منصب مدير جمعية الأقصى في محافظة إب، وكان قد أجرى عملية قلب مفتوح قبل ثلاثة أشهر من اختطافه. كما يعاني من نوبات وتشنجات متكررة، ويحمل صفائح طبية في الوجه والرأس، ويعيش بنصف جمجمة نتيجة حادث مروري سابق، ما يزيد من خطورة وضعه الصحي الحالي ويضاعف من المخاطر التي يواجهها في السجون الحوثية.
وتواصل أسرته مناشداتها للمنظمات الإنسانية والحقوقية بالضغط على المليشيا لإطلاق سراحه أو السماح بتقديم العلاج المناسب، محذرة من أن استمرار الإهمال الطبي قد يودي بحياته في أي لحظة.