آخر تحديث :الإثنين-17 نوفمبر 2025-12:38ص
اخبار وتقارير

صنعاء تدخل نادي المدن المنكوبة.. تقرير دولي يصنفها بين الأكثر هشاشة في العالم

صنعاء تدخل نادي المدن المنكوبة.. تقرير دولي يصنفها بين الأكثر هشاشة في العالم
الأحد - 16 نوفمبر 2025 - 10:26 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - عدن

كشف أحدث تقارير الرصد العالمي عن تسارع مثير للقلق في وتيرة الانهيار بالعاصمة المحتلة صنعاء، محولاً إياها إلى واحدة من أكثر المناطق الحضرية هشاشة على وجه الأرض.

و في تصنيف صادم، أدرج تقرير "مؤشر الهشاشة الحضرية العالمية 2025" الصادر عن معهد Global Institute for National Capability، العاصمة المحتلة صنعاء ضمن قائمة المدن الأربع الأكثر هشاشة عالميًا، لتعلن دخولها نادي "المدن المنكوبة" إثر عقد كامل من الحرب والصراع.

و لم تكن صنعاء وحدها في المشهد الكئيب، فقد تصدرت غزة قائمة المدن الأكثر هشاشة، تليها العاصمة الهايتية بورت أو برنس، ثم الخرطوم في المركز الثالث، لتأتي صنعاء في المرتبة الرابعة، في ترتيب يعكس خريطة جديدة للأزمات الإنسانية المتفجرة حول العالم.

واعتمد التقرير في تصنيفه على تحليل خمسة محاور حرجة، هي: الاستقرار الأمني، جودة الحوكمة، الوضع الاقتصادي، التماسك الاجتماعي، والضغوط البيئية، والتي كشفت مجتمعة عن صورة قاتمة للوضع في العاصمة اليمنية.

و رسم التقرير صورة مأساوية للواقع اليومي في صنعاء، حيث أكد أن الحرب المستعرة منذ عشر سنوات أدت إلى "تبخر" البنية التحتية الأساسية للمدينة. وأشار إلى أن قطاعات حيوية مثل الصحة، والطاقة، وإمدادات المياه شهدت انهيارًا شبه كامل، مما دفع السكان إلى الاعتماد على جهدهم الذاتي عبر مبادرات مجتمعية هشة، إلى جانب مساعدات إنسانية لا تلبي سوى جزء بسيط من الاحتياجات المتصاعدة.

ولم يكن القطاع الخدمي هو الضحية الوحيدة، فقد سلط التقرير الضوء على كارثة اقتصادية طاحنة، حيث انهارت القدرة الشرائية للمواطنين، ووصلت معدلات الفقر إلى مستويات قياسية، بينما توسعت الفجوة في توزيع الخدمات بين أحياء المدينة.

وأوضح التقرير بأن هذه العوامل مجتمعة حولت صنعاء إلى "واحدة من أكثر البيئات الحضرية قسوة ومعاناة في المنطقة".

وحذر التقرير من أن درجة الهشاشة التي بلغتها صنعاء لم تعد تحتمل الانتظار، مؤكدًا أن المدينة "على حافة الهاوية".

وشدد على أن استمرار الوضع الراهن دون تدخلات إنسانية وتنموية عاجلة وفعالة، لن يؤدي فقط إلى تفاقم المعاناة الإنسانية، بل قد يدفع بالبنية الاجتماعية نفسها إلى حافة الانهيار، ويفقد المؤسسات المحلية المتبقية آخر بقايا قدرتها على تقديم أي خدمات.

ويعد هذا التصنيف هو الأسوء على الإطلاق للعاصمة المحتلة، حيث تظهر صنعاء للمرة الأولى ضمن المراتب الأربع الأولى في مؤشرات الهشاشة الحضرية، في تأكيد جديد على أن اليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية تشهدها المنطقة منذ عقود.