كشفت منصة ديفانس لاين المتخصصة بالشؤون العسكرية، نقلاً عن مصادر دفاعية وأمنية، عن أن القيادي في جماعة الحوثي يوسف حسن المداني، المُعيّن قبل نحو شهر رئيسًا لأركان قوات الجماعة، لم يُباشر مهامه حتى اللحظة، وسط تحركات داخلية توحي بإعادة توزيع صلاحياته ومهام منصبه على قيادات أخرى داخل المنظومة العسكرية للحوثيين.
واكدت المنصة، إن المداني الذي تم تعيينه في 16 أكتوبر الماضي خلفًا للصريع محمد عبدالكريم الغماري، لم يظهر في أي نشاط رسمي منذ قرار تعيينه، باستثناء بيانين مكتوبين نُشِرا في وسائل إعلام الجماعة؛ الأول تضمن تعزية لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بمقتل سلفه الغماري، والثاني رسالة موجهة لقيادة كتائب القسام تحدث فيها عن موقف الجماعة تجاه غزة.
ووفق المنصة، كان آخر ظهور علني مرصود للمداني في الرابع من مايو الماضي خلال اجتماع عقده مهدي المشاط بقيادات وزارة الدفاع والمناطق العسكرية.
مصادر مطلعة أكدت أن وزارة الدفاع الحوثية تُدار فعليًا من قبل ما وصفتهم بـ"رجال الظل"، فيما يتولى عدد من المعاونين تنفيذ المهام المفترض أن تكون مرتبطة بمكتب رئيس الأركان، ما اعتبر مؤشراً على إضعاف دور المداني أو تجميده.
كما تحدثت المصادر عن صدور توجيهات داخلية بنقل صلاحيات مرتبطة بوزارة الدفاع ورئاسة الأركان إلى قيادات مقربة من زعيم الجماعة، إضافة إلى شخصيات محسوبة على ما يسمى بـ"التشكيلات الجهادية".
ونقلت المنصة عن أحد المصادر أن المكتب الجهادي وهو المركز الأعلى للقيادة والسيطرة داخل الجماعة، أصدر أوامر بتسليم معسكرات ومنشآت عسكرية ومخازن في محافظة صعدة، خصوصًا تلك الواقعة في نطاق منطقة مذاب، إلى القيادي جميل يحيى زرعة (أبو بدر) قائد المنطقة العسكرية السادسة والمسؤول الأمني والعسكري عن محافظات صعدة والجوف وعمران، في خطوة توحي بأنه يتولى عمليًا جزءًا من المهام المخصصة لرئيس الأركان الجديد.
ورغم مرور أكثر من شهر على قرار التعيين، لم تعلن الجماعة حتى الآن عن بديل للمداني في قيادة المنطقة العسكرية الخامسة، المسؤولة عن الساحل الغربي وتشمل الحديدة وحجة والمحويت وريمة، وتضم تحت سيطرتها القوات البحرية والقطاعات الساحلية للحوثيين.
وتُجمع المصادر على أن يوسف المداني يُعد أحد أكثر القادة نفوذًا وغموضًا داخل الجماعة، ويميل إلى إدارة الملفات الأمنية والعسكرية بعيدًا عن الواجهة الرسمية، حتى في ظل ترتيبات أمنية كاملة، ما يرجّح أن قرار تعيينه لم يكن كافيًا لدفعه إلى الظهور أو ممارسة الدور المؤسسي المنوط به.
ويأتي هذا الغياب بالتزامن مع تغييرات داخلية حساسة داخل بنية القرار العسكري الحوثي، بعد مقتل الغماري، أحد أبرز العقول العملياتية للجماعة.