آخر تحديث :الأحد-16 نوفمبر 2025-05:50م
عربي ودولي

مؤتمر «إيران الحرّة 2025».. خارطة طريق إلى جمهورية ديمقراطية مزدهرة وغير نووية في إيران

مؤتمر «إيران الحرّة 2025».. خارطة طريق إلى جمهورية ديمقراطية مزدهرة وغير نووية في إيران
الأحد - 16 نوفمبر 2025 - 03:36 م بتوقيت عدن
- واشنطن/ نافذة اليمن

اختُتم في واشنطن مؤتمر إيران الحرّة 2025 الذي جمع أكثر من ألف أكاديمي وناشط ومهني وقادة مجتمع من شتى الولايات الأميركية، إضافةً إلى ضحايا القمع وشهودٍ قدّموا روايات مباشرة عن الانتفاضات الأخيرة. انعقدت الفعالية في لحظة يتقاطع فيها تأزّم الداخل مع العزلة الخارجية، مركّزةً على آفاق الانتقال إلى جمهورية ديمقراطية علمانية وغير نووية، وعلى متطلبات إنهاء الحكم الثيوقراطي وبناء مؤسسات دولة حديثة.


الكلمة الرئيسية

أوضحت الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، السيدة مريم رجوي، في الكلمة الافتتاحية أنّ الحكم القائم وصل إلى مرحلة أفولٍ واضحة، مع تآكل قاعدته الاجتماعية وعجزه عن إدارة أزماته. واعتبرت أنّ حالة الاحتقان الشعبي—من احتجاجات العمّال والمعلّمين والممرّضين والمتقاعدين إلى الوقائع الصادمة داخل المجتمع—تعكس اقتراب لحظة التغيير. وشدّدت على أن نهج الاسترضاء الخارجي عطّل مسار التحوّل الديمقراطي لسنوات، مؤكدةً الرؤية التي تطرحها منذ زمن بوصفها الخيار الثالث : أي إسقاط الحكم بيد الشعب ومقاومته المنظّمة. وطرحت ملامح إيران الغد: جمهورية بانتخابات حرّة، فصلٌ صارمٌ بين الدين والدولة، مشاركة متكافئة للمرأة في القيادة، واحترام حقوق القوميات. كما عرضت تصوّراً لمرحلةٍ انتقالية تُدار بحكومةٍ مؤقتة مدّتُها ستة أشهر للإعداد لانتخابات مجلس تأسيسي، مع تحويل الموارد من المشروع النووي إلى برنامج تنمية ديمقراطية واقتصادية–اجتماعية.


جلسات الخبراء

تضمّن البرنامج خمس جلسات قدّمت قراءات متقاطعة لضرورة التغيير:


مجتمع ناضج للتغيير: قدّم متخصّصون قرائن على تصدّع بنيوي يجعل الاقتصاد أداةَ قمعٍ وتمويلٍ لشبكات النهب، لا مجرّد متأثّر بالعقوبات. واستُعرضت ثلاث موجات احتجاجية كبرى (2017 و2019 و2022) كوّنت حالة تمرّدٍ مستدام، ترافقت مع آلاف أفعال التحدّي ومقاطعات انتخابية واسعة.


المرأة وإرث المقاومة: بيّنت الجلسة أنّ صعود قيادة المرأة حصيلة قرنٍ من النضال ضد الاستبدادين الملكي والديني، وأن الفصل الجندري المؤسسي دفع إلى تنظيمٍ مقاوم أتاح أدواراً استراتيجية للنساء. وأُعيد التأكيد على مبدأ حرية الاختيار ورفض كل أشكال الإكراه: لا للحجاب القسري، لا للدين القسري، لا للحكم القسري.


قوة الشباب: رُصد جيل زد بوصفه محرّك التغيير المركزي بعد كسر حاجز الخوف، مع إبراز وحدات المقاومة كقلبٍ نابض للحركة. وأوضحت المداخلات أنّ تفضيل الشباب خيار التغيير الجذري يعود إلى انسداد مسار الإصلاح ، مع خطوطٍ عملية تشمل تفكيك الاحتكارات غير المشروعة، واستعادة الجامعة الحرّة، وضمان القيادة النسائية، وإرساء قضاءٍ مستقل.


قلب إيران في تمرّد: قدّمت جلسة أصوات الشجاعة والأمل رسائل من سجناء سياسيين ومواد ميدانية حصرية من داخل البلاد عكست كلفة القمع وصلابة المجتمع، بما يعزّز سردية الشرعية الشعبية للتغيير.


آفاق التغيير وخطة الانتقال: طُرح مسارٌ واقعيّ يقوم على انتفاضات واسعة مدعومة بتكتيكات منظّمة، مع دحض سردية الدولة الفاشلة . وقدّمت المعارضة المنظمة خطة انتقالية قصيرة: حكومة مؤقتة، تفكيك احتكارات الأجهزة القمعية، استقلال القضاء، وتمكين المرأة والشباب، على أن تُقاس النتائج بانتخابات حرّة وإصلاحات مؤسسية متتالية.


الفقرة الدولية


شارك مسؤولون أميركيون وبريطانيون من مشارب سياسية مختلفة. ووفق المداخلات، فإن الحكم القائم يُوصَف بأنه ضعيف ومعزول ويفتقر إلى الشرعية الشعبية، وأن سقوطه يُعدّ مآلاً حتمياً تدفعه مقاومة الداخل. ورُفضت سردية غياب البديل ، مع تأكيد دعم بديل ديمقراطي لا ثيوقراطي ولا من طراز الشاه، والدعوة إلى تشديد الإجراءات الكابحة لتمويل القمع ورفض منهج الاسترضاء. كما طُرحت المعارضة المنظمة بوصفها بديلاً جاهزاً يتمتع برؤية وبرنامج مؤسساتي وانتقال قصير، مع إبراز الدور المحوري للنساء واعتبار أن الإصلاح من داخل المنظومة مسارٌ مسدود.


حوارات حول إعادة البناء


شهد المؤتمر حوارين مع علماء إيرانيين بارزين تطرّقا إلى تسخير الإمكانات العلمية المكبوتة لإعادة بناء البنية التحتية والاقتصاد، وإلى رؤية أكاديمية تؤكد أنّ خيار الشعب هو جمهورية ديمقراطية علمانية، بعيداً عن الثيوقراطية والعودة إلى أنماط الحكم الماضية.


الخلاصة


خلص المؤتمر إلى أنّ طريق الاستقرار في المنطقة يمرّ عبر تغييرٍ ديمقراطي في إيران تقوده إرادة الشعب وتُنظّمه معارضةٌ منظّمة. وتشمل الأولويات: انتقالٌ مؤسسي قصير، انتخابات حرّة، فصلٌ حقيقي للدين عن الدولة، مساواة المرأة، قضاءٌ مستقل، واقتصاد منتج غير نووي. وبرسالة جامعة، شدّد المشاركون على أنّ إنهاء الثيوقراطية وفتح أفق الجمهورية الديمقراطية هو المسار الواقعي لإيران آمنة مزدهرة تنعكس آثارها الإيجابية على الجوار بأسره.