آخر تحديث :الأحد-16 نوفمبر 2025-01:27ص

‏على ذكر التفاحة الإلكترونية…

الأحد - 16 نوفمبر 2025 - الساعة 01:17 ص

العميد/ محمد عبدالله الكميم
بقلم: العميد/ محمد عبدالله الكميم
- ارشيف الكاتب


يا جماعة، دعونا نكون واضحين :

الحوثيراني لا يخاف من تفاحة او سفرجل بقدر ما يخاف من اللحظة التي يسقط فيها القناع، ويظهر حجم الوهم الذي باعه لأتباعه طوال السنوات الماضية.


الميليشيا اليوم ليست في وضع صعب".

الميليشيا اليوم في فقدان توازن كامل…

في حالة انهيار داخلي يختلط فيه الغرور القديم بالرعب الجديد…

رعب من سؤال واحد فقط:

كم تفاحة حقيقة اكلوها ولم يعلنوا عنها حتى الان ؟ وكم تفاحة لم يعد بإمكانهم إخفاء من اكلها ؟

وكم سيستمرون في الاخفاء ؟

ومن سيكون حظه في اكل التفاح قريباً ؟


إنهم يخافون من قوائمهم…

من دفاترهم…

من حساب الشعب لهم ..

من الحقيقة التي حاصرتهم حتى داخل غرف مشرفيهم.

يخافون من أن يعرف جمهورهم أن ما يسمّونه ثباتًا ليس إلا كذبة مُكحّلة، تتشقق من أول صدمة.


اليوم، الحوثيراني يصرخ أكثر…

لأن الأرض تهتز تحت قدميه أكثر.

يكابر أكثر…

لأن خسائره صارت أكبر وتتعاظم كل لحظة .


هو يعرف قبل غيره أن مشروعه كان ورقة، وكان يمكن أن يصمد طالما أن الناس تجهل الحقيقة.

لكن الآن؟

الناس لم تعد تجهل شيئًا.

صوت الوعي ارتفع…

وعندما يرتفع الوعي، يسقط المشروع الذي بُني على الوهم.


الميليشيا تحاول إخفاء من أكل التفاح،

لكن الحقيقة أنهم يخافون من شيء أكبر بكثير:

يخافون من الأرقام التي لا يمكن إخفاؤها،

من الأسئلة التي لا يمكن إسكاتها،

من الجمهور الذي لم يعد يقبل المسرحيات الرديئة.


كل تفاحة مأكولة، سواءكانت الكترونية او على الواقع …

هي فضيحة سياسية قبل أن تكون خسارة صفحة او خسارة بشرية.

هي سقوط جدار كامل من الأكاذيب،

وانكشاف أكبر مما يتخيّلون.


والحوثيراني اليوم يعيش أسوأ مراحله النفسية:

مرحلة الهستيريا المنظمة…

يرفع صوته، يشتم، يختلق روايات، يهاجم كل من لا يصفق له ، يشك في كل الناس ، يعتقل كل مفكر وصاحب وعي ورأي حتى ولو كان عمره ٨٠ عام .

لأنه يعرف أن زمن الاستعراض انتهى،

وأن الوعي الشعبي الآن أقوى من كل أدواته.


لم يعد الناس يصدقون رواياتهم…

لم يعد الناس يخافون من تهديداتهم…

لم يعد الناس ينخدعون بزيفهم…

وهذا بالنسبة لهم أكبر هزيمة يمكن لحركة قائمة على الخداع أن تواجهها.


القادم…

ليس مجرد سقوط تفاحة.

القادم سقوط مشروع كامل، أفكار كاملة، منظومة كاملة من الكذب والتضليل.


فالتاريخ لا يرحم من بُني على الخداع…

والوعي لا يترك مكانًا للعمامة حين تسقط عن رأس صاحبها…

واليمن كما عهدناها لا تقبل البقاء طويلًا تحت سلطة مأزومة، مرعوبة، متخشبة، تتظاهر بالقوة بينما هي تتآكل من الداخل.


وهذا…

هو ما يخافه الحوثيراني أكثر من أي شيء آخر:

أن اليمنيين صاروا يعرفون الحقيقة.

وإذا عرف الشعب…

سقطت الميليشيا…

مهما رفعت صوتها…

ومهما كذبت…

ومهما اختبأت خلف الشعارات.