حذر تقرير دولي حديث من المخاطر المتصاعدة لاستمرار سياسة الاحتواء التي ينتهجها المجتمع الدولي تجاه مليشيا الحوثي في اليمن، معتبرًا أن تجاهل تحركات الجماعة سيمنحها مزيدًا من القوة والنفوذ الإقليمي، خاصة في مرحلة ما بعد حرب غزة.
وقال تقرير نشره منتدى الشرق الأوسط إن السماح للحوثيين بالتمدد دون ردع فعلي، يشكل تهديدا مباشرا للتوازن الجيوسياسي في المنطقة، كونه يتيح لإيران توسيع مجال نفوذها الاستراتيجي عبر الحروب بالوكالة، في ظل انقسامات داخلية يعيشها مجلس القيادة الرئاسي اليمني.
وبحسب التقرير، فإن صعود الحوثيين لم يعد يقتصر على إطارهم المحلي، بل أصبح يمثل نموذجًا جديدًا لحروب النفوذ يشابه ما شهده العالم خلال الحرب الباردة، معتبراً أن السؤال لم يعد: "هل سينتصر الحوثيون؟" بل: "هل يستطيع المجتمع الدولي تحمل تبعات انتصاراتهم؟".
وفي تحليل منفصل أصدره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، اعتبر الباحثون أن السعودية لا تزال تواجه معضلة استراتيجية في التعامل مع الحوثيين، رغم حالة التهدئة القائمة، إذ يشكلون – بحسب التقرير – أكبر تهديد لأمن المملكة ومشاريعها الاقتصادية بعيدة المدى.
وأشار التحليل إلى أن رؤية المملكة 2030 التي تشمل تحويل البحر الأحمر إلى مركز لوجستي عالمي، تصطدم بقدرة الحوثيين على تهديد الملاحة الدولية واستهداف البنية النفطية، ما يجعل الرياض تبحث عن ترتيبات أمنية أوسع مع واشنطن بدلاً من المواجهة المباشرة.
وفي سياق متصل، أعلنت شركة الشحن الألمانية العملاقة "هاباغ لويد" أنها تلاحظ تحسنًا في الوضع الأمني قرب قناة السويس بعد وقف إطلاق النار في غزة، لكنها لن تعود إلى خطوط الملاحة عبر البحر الأحمر قبل التأكد من توفر ضمانات أمنية كافية.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، رولف هابن يانسن، في إحاطة مع مستثمرين إن استئناف الملاحة عبر المسار لن يتم في المدى القريب، مؤكدًا أن الشركة تواصل مراقبة التطورات الأمنية والتنسيق مع شركات النقل الدولية.