أقدمت مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، يوم الثلاثاء في تصعيد جديد لحملة القمع التي تنفذها ضد العلماء والخطباء المستقلين، على اختطاف خطيب مسجد وأمين قرية في مديرية الحدا بمحافظة ذمار جنوب صنعاء، بعد أن داهمت منزله واقتادته إلى جهة مجهولة.
وقال سكان محليون إن مسلحين في مليشيا الحوثي اقتحموا منزل محمد حسين الديلمي في قرية أعماس الظلع، أثناء وجوده مع أسرته، قبل أن يتم اختطافه بالقوة وسط حالة من الذعر بين أطفاله وأهالي القرية.
وأوضحت المصادر بأن عملية الاختطاف جاءت على خلفية رفض الديلمي تدريس ما يسمى بالملازم التي كتبها مؤسس الجماعة في المسجد، حيث تفرضها المليشيا على الخطباء ضمن مساعيها لفرض فكرها الإيراني على المجتمع اليمني.
وأضافت أن الديلمي يُعد من الشخصيات الدينية والاجتماعية المعروفة باعتدالها وإسهامها في حل النزاعات القبلية، مشيرةً إلى أن موقفه الرافض للفكر الحوثي أثار حفيظة قيادات الجماعة، التي أصدرت أوامر باختطافه بهدف إسكات صوته الحر.
وأثارت الحادثة موجة استياء واسعة في أوساط أبناء مديرية الحدا، الذين وصفوا ما جرى بأنه اعتداء سافر على حرمة المنازل وانتهاك للأعراف القبلية، مطالبين بالإفراج الفوري عن الديلمي ومحاسبة المتورطين.
وتُعد محافظة ذمار من أكثر المحافظات المحتلة تضررًا من انتهاكات الحوثيين، حيث وثقت منظمات حقوقية أكثر من 24 ألف حالة انتهاك منذ عام 2015 حتى نوفمبر 2025، شملت القتل والاختطاف والتعذيب والاعتقال التعسفي، ضمن سياسة ممنهجة لتكميم الأصوات المعارضة للفكر الطائفي للجماعة.