أثار وصول شحنة طبية ضخمة مقدمة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في العاصمة المحتلة صنعاء، جدلاً واسعًا بين ناشطين يمنيين، الذين شككوا في طبيعة هذه المساعدات واعتبروها دعمًا غير مباشر للجماعة أكثر مما هي خدمة للمدنيين.
وتزن الشحنة التي وصلت إلى مطار صنعاء الدولي عبر رحلة جوية مستأجرة نحو 35 طنًا من المستلزمات والمعدات الطبية، وسط تساؤلات عن مدى دقة إجراءات التفتيش عليها، وعن سبب توجيه هذا الحجم الكبير من الدعم إلى مناطق الحوثيين، في وقت تحرم فيه المناطق المحررة والحكومة الشرعية من مثل هذه المساعدات الحيوية.
وأشار الناشطون إلى تقارير محلية ودولية تؤكد أن بعض شحنات الأدوية تُباع في السوق السوداء، ما يحرم المستشفيات والمرضى من الاستفادة الفعلية منها، ويثير مخاوف من استغلال الحوثيين للمساعدات الإنسانية كورقة ضغط للحصول على الأموال والسلاح، أو تهريب قياداتهم عبر الرحلات الأممية القادمة إلى مطار صنعاء المغلق أمام المدنيين منذ سنوات.
من جانبها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الشحنة تضمنت أدوية ومواد جراحية ومعدات أساسية لدعم المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، مشيرة إلى أنها ستساهم في علاج المرضى والاستجابة لحالات الطوارئ وضمان استمرار الخدمات الصحية في البلاد.
لكن استمرار تدفق المساعدات إلى مناطق الحوثيين، رغم العراقيل والابتزاز الذي تمارسه الجماعة ضد المنظمات الدولية، يثير حالة من الاستغراب والشكوك حول إمكانية تواطؤ بعض المؤسسات الإنسانية مع المليشيا على حساب المواطنين الأكثر حاجة.